د.ك4.0

سيغموند فرويد

توفي فرويد في الثالثة والثمانين من عمره عام 1939، وقد عانى في السنة الأخيرة من حياته من عملية انكماش طبيعية تدريجية وانهيار جسدي. ورغم ذلك كان حضور فرويد قوياً. فقد كانت ترافقه أيدي جدته الرقيقة فضلا عن أسلوبه الأنثوي المحدود.(1) واصل مقابلة المرضى في المكتب ذاته وأثاثه القديمة التي عززت ثقل الأجواء. (بدت الزخارف في شقة عائلية مملة وتعكس ذوقا عتيقا إلى أبعد حد). كان في غرفة عيادة المرضى محاطا بآلهة الحضارات البائدة، وكان قد جمعها على مر السنين.
كان فرويد يعود مرضاه مع عدد من أتباعه وزملائه لسنوات، وقد خيم السرطان على آخر ستة عشرة سنة في حياته. وتظهر صوره أخذت له في أيامه الأخيرة مخلفات الألم الذي ألم به في فمه، فقد تقلص حجم فكه تحت تأثير العمليات المتتالية التي أجريت عليه لإزالة الأنسجة ذات المظهر المشوه. وكان يجد صعوبة كبيرة في التحدث حتى اعتقد كثيرون بأنه كان يعاني من سرطان اللسان.
لما تضرر فم فرويد صار كثيرا ما يلمس بأصابعه الفك الاصطناعي حتى يعدل موضعه. وكان من الطبيعي جدا أن ينشغل بفمه ثم ما لبث أن صعُب عليه التعبير عن أفكاره شفوياً حت اضطر إلى التعبير بيديه وبإيماءاته لكي يتغلب على صعوباته في التحدث. وبالإضافة إلى ذلك، واجه صعوبات في الأكل. وفي عشاءه، الوجبة الخفيفة في فيينا، كان يأكل بيضة مسلوقة، وكان أكثر انعزالا، ولا يأكل مع الكثير من الناس. كان يأكل بسرعة وغالبا ما كان يقرأ جريدة أثناء تناول وجبته.
أقر بعض المرضى ممن كانوا يخضعون للتحليل، حوالي عام 1939، بعد مقابلتهم فرويد للمرة الأولى، بأنهم لم ينتبهوا إلى مرض فرويد. لكن أولئك الذين كانوا يعرفونه سلفا، لاحظوا في سنواته الأخيرة أنه لا يتكلم بحرية. ومع دنو نهايته، كانت كل كلمة ينطق بها تسبب له ألم وكان من الصعب فهمها.

د.ك4.0

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top