الأيديولوجية والطوبائية كارل مانهايم
د.ك8.5
إضافة إلى السلةنظرَ (كارل مانهايم) إلى مسيرةِ المُجتمَعاتِ البشريَّة وكأنَّها تعاقُبٌ بَينَ “الثَّورة” و “اليوتوبيا”. واعتبرَ كلَّ حادثةٍ تاريخيَّةٍ انطلاقةً من النِّظام القائمِ سماه Topia مُستمَدَّةً و مُستوحاةً من (اليوتوبيا Utopia). وفي إطارَي كلٍّ من “اليوتوبيا” و “الثَّورة” وحدَهما توجَدُ الحياة الحقيقيَّة، حيثُ يكونُ النِّظامُ القائِمُ شرَّاً رسبَ من نتيجةِ انحسارِ “اليوتوبيات” و “الثَّورات”. وبهذا تكونُ مسيرةُ التَّاريخ انطلاقاً من (طوبيا Topia) ثانية… إلخ. و يكونُ النّظامُ القائمُ Topia محلَّاً لانَّفجارِ العناصرِ اليوتوبائيَّة([2]).
تُصنَّفُ العلاقةُ بَينَ (اليوتوبيا) والنّظام الاجتماعيّ بأنَّها “ديالِيكتيكيَّةٌ- جدليَّةٌ” ففي كلّ عصرٍ من العصور تظهرُ مجموعةٌ من الأفكار والآراء في إطاراتِ الفئات الاجتماعيَّة المُختلِفة، نتيجةً للميول والاتِّجاهات الّتي لم تتحقَّق ولم تُنجَز، والَّتي تُمثِّل حاجاتِ العصر ومطامحَه وآمالَه. فتصبحُ تلك العناصرُ العقليَّةُ الموادّ المُتفجِّرة الّتي تُحطِّم بناءَ النِّظام القائم. ففي رحمِ النِّظام القائم تتكوَّنُ وتولَد (اليوتوبيات)، والَّتي بدورها تهدمُ حدودَ النِّظام القائم، وتُحرِّرُه وتجعلُه مُتطوِّراً باتِّجاه النِّظام المُقبِل للمُجتمَع.
يقولُ (مانهايم) إنَّ كلَّ أنظمة الفكر تهدفُ، بصورةٍ رئيسيَّة، إلى الدِّفاع عن الوضع الرَّاهِن، وإيجاد التَّسويغات اللَّازمة لحمايةِ مصالح الفئاتِ الحاكمة، وتسمَّى (إيديولوجيا). فهي أنظمةٌ “ثابِتةٌ” و “دفاعيَّةٌ”. ويوجَد نوعان أساسيان من الأيديولوجيّ هما : “الخاصُّ” و”العامُّ”.
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back