د.ك4.0
المنهج الجدلي عند هيجل
تعددت التفسيرات والتأويلات للمنطق الهيجلي كما تضاربت الآراء والمواقف منه وما تزال ، غير أن ما لا يمكن لأي تفسير أو تأويل اغفاله هو أن المنطق الجدلي الهيجلي – في بنيته الداخلية كما في روحه العامة – هو منطق الذي يقدم لنا – بلغة المقولات الخالصة – الأساس النظري المتين لأي فكر ثوري ، طالما أنه يستهدف ، كفاية له ، التعبير عما في العالم والأشياء والمجتمعات من نزوع نحو الحركة والتغير والصيرورة.
وبعبارة أخرى : ليس منهج هيجل – بمعنى ما – سوى التعبير المنطقي الخالص عن مفهوم التقدم الذي كشف عنه الوعي الأوروبي الحديث في التاريخ والفكر والمجتمعات البشرية.
وفي هذا الكتاب يعرض لنا الباحث الهيجلي المصري امام عبد الفتاح امام منهج هيجل عرضا نسقيا متلاحما حيث يأخذ بأيدينا في المسالك الوعرة لمنطق هيجل : ممهدا الطريق أمام لغتنا العربية الحديثة ومطوعا اياها كي تتمثل وتعبر عن فلسفة هي ، بإجماع الباحثين والدارسين ، من أكثر الفلسفات تحديا – ببنائها الدقيق وشمولها – لعقل الانسان المعاصر ؛، بالإضافة الى أنها ربما كانت أكثر الفلسفات – بمصطلحاتها وأفكارها – استعصاء على النقل والترجمة.
أوشاج متناقضة, و تيارات متضاربة متلاحمة, تموج بها الحياة فى عصر هيجل حتى لينصهر الفيلسوف الشاب فى دوامتها منذ طفولته المبكرة, و كأن الدهاء التاريخى الذى تحدث عنه فيلسوفنا قد أبى إلا أن يضع هذا العقل العظيم فى فتره من أشد فترات التاريخ الحديث حرجاً و عنفاً وخصوبة, فيتقاسم القرنان الثامن عشر و التاسع عشر حياته ( 1770 – 1831) بحيث يعيش فى مرحلة انتقال بين هذين القرنين بكل مايحمله الانتقال من هدم و بناء , و تضارب و تضاد..
موضوع هذا البحث هو المنهج الجدلى عند هيجل, وهو بالصورة التى سنعرضها يحتاج الى قليل من الإيضاح, فقد ذهبنا فى هذا البحث إلى ان النهج الجدلى عن هيجل هو المنطق نفسه, و ليس مجرد صورة طبقها هيجل فى المنطق , كما طبقها فى جوانب اخرى من فلسفته.
تنقسم فلسفه هيجل إلى ثلاثة اقسام رئيسية:
1- علم الفكره الشاملة فى ذانها و لذاتها.
2- علم الفكرة الشاملة فى الأخر.
3- علم الفكرة الشاملة و قد عادت من الاخر الى نفسها.