السعر الأصلي هو: د.ك6.5.د.ك5.5السعر الحالي هو: د.ك5.5.
الطريق إلى مكة
كو
هو ليس الطريق إلى مكة فحسب!
هو الطريق إلى ذاك الهاتف البعيد من أقاصي الروح!
أوليست أرواحنا تائهة في جنبات هذا العالم الكثيف تلتمس قبساً من نورٍ يضمن لها سلامة الوصول إلى الغاية ..؟
هي حتماً كذلك..!
هذا الكتاب هو سيرة للنمساوي الصحفي والكاتب والمفكر ليوبولد فايس والذي غيّر اسمه لمحمد أسد بعد إسلامه ..
يحكي لنا رحلته من الغرب إلى الشرق وما بينهما، وعن تجاربه المثيرة والتقائه شخصيات لامعة-سياسية،ثورية، دينية وغيرها- في الشرق الأوسط على امتداد ما يزيد عن خمسٍ وعشرين عاماً..!
يبثّ لنا في جنبات هذا الكتاب تلك التقلّبات النفسية الخاصة به والتي تعتري الإنسان في مراحل حياته المتباينة بحثاً عن شيءٍ ما قد نسميه السلام!
يكتب عن حياته وعن كونه وُلد لأبوين يهوديين في أوروبا،النمسا تحديداً، وعن الإخفاقات التي كانت تتْرى في محاولةٍ للبحث عن دين يتواطئ مع شعلة الفكر المتّقدة في نفس الشاب الصغير الذي كانه.
يروي لنا قصص رحلاته في العشرينات من القرن المنصرم في شبه الجزيرة العربية والسهل الخصيب وبلاد فارس وتركيا وأفريقيا، وعن النداءات الخفيّة التي تتالت على الروح من مغامرة إلى أخرى كاشفة عن نقاب الحيرة التي اعترته سنيناً طويلة..!
بلغةٍ عذبة شفيفة يذوب لها الفؤاد وتخشع لها الأحاسيس يصف لنا محمد أسد مغامراته الصحراوية بحواس متّقدة تلتقط موجات الصحراء السادرة في اللازمان، يعيننا على فهم شعوره المتباين ببن معجب وخائف وألِق، بمفاهيم فكرية بليغة تخضعك لوقفة تأمل وتفكير عميقين!
لا تجد هذا الكاتب يميل إلى تملّق الشخصيات العظيمة التي قابلها ونال شرف الصداقة معها، بل إنه يعمد إلى نقدها نقداً هادفاً صادقاً يمثّل رؤيته وانتماؤه الفكري..
تحدّث عن ابن سعود (الملك عبد العزيز) في مرحلة ما قبل الثورة النفطية وفي خضمّ الثورات المتفاوتة من قبائل شبه الجزيرة.
تحدث عن علي رضا والسنوسي وعمر المختار وآخرين يجعلك حديثه عنهم في موضع المغبط المندهش من نصيب هذا الصحفي الذي أقبل على الشرق لنقل مآسيه وإخفاقاته، إلا أنه يقع أسيراً في حبه وعالقةٌ روحه في سماء دينه من حيث لم يدري حتى! فكما قال له صديقه الأفغاني حين رأى في عقليته الفذّة ونقده اللاذع للعالم الإسلامي وتجاوب روحه لمبادئ الدعوة المحمدية-هذا طبعا قبل أن يدين بالإسلام ببضع شهور- : ( ولكن..أنت مسلم! إلا أنك لا تعلم ذلك..!)
تبدأ الرواية/السيرة وتنتهي برحلة صحراوية خطيرة ومبهرة مع زيد الشمّري مرافقه الشخصي في السراء والضراء، حاثّين الخطى على جمالهم إلى مكة حيث تصدح هناك أصواتٌ هاتفة أن : لبيك اللهم لبيك!
!