د.ك5.5
حين شاركنا حياتنا عبر الأنترنت ديفيد أر. بريك
جل
تُمثل وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة اجتماعية تقانية نشأت عن توظيف الإمكانات الهائلة التي وفرتها ثورة الاتصالات وفي القلب منها الإنترنت، وإذا نظرنا -على سبيل المثال- إلى أحد أشهر هذه الوسائل، وهو موقع فيسبوك، فسنجد أنه قد نشأ في عام 2004م ليمثل أداة للتواصل على نطاق محدود خاصة بطلبة بعض الجامعات الأمريكية، ثم بدأ في التوسع حتى زاد عدد مستخدميه عن المليار مستخدم عبر بقاع الأرض كافة. يناقش هذا الكتاب مجموعة من القضايا المتعلقة بالخصوصية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يُقرر الواقع أن من حق المجتمع أن يقوم بدوره في حماية خصوصية مستخدمي هذه الوسائل وتوعيتهم بعواقب التخلي عنها.وفي هذا الإطار يعرض الكتاب مخاطر الكشف عن الذات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأي المستخدمين عرضة لها؟ وإلى أي مدى يُمكن للاطلاع على المحتوى الذي لم يرد الآخرون إطلاعك عليه أن يُمثل أمرًا مهمًا، إذا ما اعترفنا بوجود الدافع للانغماس في محتويات وسائل التواصل الاجتماعي؟ وإلى أي مدى يحاول الأفراد الانخراط في سجالات عبر الإنترنت عبر إعادة النشر المتعَمَدَة للمحتويات المُشينة، ولِمَ يفعلون ذلك؟ وإلى أي مدى ووِفقَ أي ظروف ينزع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي للتسامح مع المعلومات المُشينة عن الآخرين أو التغاضي عنها؟ وهل تختلف هذه الاتجاهات من فئة عمرية إلى أخرى، أو عبر مراحل الحياة المختلفة؟ وأخيرًا ما المنفعة الحقيقية التي نحققها من المشاركة في هذه الوسائل، وهل يمكن لنا الانسحاب -ببساطة- متى أردنا من المشاركة في هذه الوسائل؟ ما هذا سوى غيض من فيض من الأسئلة الكُبرى التي ستساعد على إنارة سبيلنا لفهم طبيعة التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ديفيد أر. بريك: باحث وصحفي ومحرر وأكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في وسائل الإعلام والتواصل من كلية لندن للاقتصاد، عمل بريك كمحرر ومراسل للعديد من المؤسسات الصحفية المرموقة مثل الموقع الإخباري للبي. بي. سي.، ومجلة نيو ساينتيست، كما عمل محاضرًا في مجال الإعلام والصحافة بعدد من المؤسسات الجامعية منها كليات همبر بكندا، وبيدفوردشاير، وليستر بالمملكة المتحدة، وتتناول أبحاث بريك ومقالاته أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الفرد والمجتمع، والحاجة إلى منظور جديد للتعامل معها.