كل يوم تقريبًا محمد عبد النبي
د.ك4.0
إضافة إلى السلةFree
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back
جل
ظهرَ ذلك الجرو الغامض ليلة الثلاثاء 25 ديسمبر 2017. ما كنَّا لنعرف تاريخ اليوم بدقَّةٍ لولا الملاحظات السريعة التي دوَّنها فؤاد في دفتر يومياته؛ هذا الذي صارَ بين أيدينا الآن، عن الجرو وإقامته القصيرة. أشارَ إلى أنه لا يذكر بالمرَّة كيف عاد للبيت، مِن سهرة سُكْر طويلة ومتوالية الحلقات؛ ليلة من تلك الليالي السوداء كما يسميها أحيانًا، بنصف ندم ونصف فخر. كانَ قد اتَّخذ قرارًا عنتريًّا بالرجوع للبيت، وكانت مَهمَّة الرجوع للبيت كُلَّما غادره تزداد مشقَّة مع الوقت، فلم يَبِت في أحد فنادق وسط البلد، كما اعتاد أحيانًا، كما لم يلجأ إلى بيت صديق يمكن أن يستضيفه. أصبح الأصدقاء يعجزون عن إقناعه بالاكتفاء بما شرب وإنهاء السهرة عند حدٍّ معيَّن، وحين ييأسون كانوا أحيانًا يتركونه لمصيره، بمفرده تمامًا، أو هذا ما يرونه؛ إذ لن يضعنا أحدٌ في حسابه ما دُمنا غير مرئيِّين له، نحن أشباحَ فؤاد وسكَّانه المخلصين والمسؤولين عن تدوين هذه الصفحات.