د.ك4.5
تربية الجنس البشري
كان كاتباً ألمانياً ، وفيلسوفاً، درامي، و ناقد فني، وأحد أهم رموز عصر التنوير. أثرت مسرحياته وكتاباته النظرية بشكل كبير على تطور الأدب الألماني.
وقبل أن يموت ليسنج بعام أصدر نداءه الأخير للتفاهم، وصاغه في عبارات دينية، كأنما أراد أن يلين جانب المقاومة ويقيم جسراً بين الأفكار القديمة والجديدة. وهذا المقال المسمى “تربية الجنس البشري” من بعض نواحيه يبرر الأفكار القديمة؛ ثم ندرك أن الدفاع إنما هو دعوة لحركة التنوير. تحدث عن التاريخ و اعتبره بجملته يمكن أن ينظر إليه على أنه رؤيا مقدسة، وتربية تدريجية للنوع الإنساني. وكل دين عظيم كان مرحلة في هذه الإنارة المتدرجة الخطوات،حتى و صلت البشرية إلى التمدين ، وغرس الفضيلة والتهذيب والوحدة الاجتماعية. ففي إحدى مراحله (مرحلة العهد القديم) حاول الدين جعل الناس فضلاء بأن وعدهم بطيبات الدنيا في عمر مديد؛ وفي مرحلة أخرى (مرحلة العهد الجديد) حاول التغلب على التناقض المثبط للعزائم بين الفضيلة والنجاح في هذه الدنيا بوعده بثواب الآخرة؛ وفي كلتا الحالتين خوطب الناس على قدر فهمهم المحدود في ذلك الوقت. رأي ليسنج أن الله يمكن تصوره على أنه قوة واحدة لها وجوه ومعان كثيرة؛ والخطيئة أصلية بمعنى أننا كلنا مولودون بنزوع لمقاومة الشرائع الأخلاقية والاجتماعية(77). ولكن المسيحية فوق الطبيعة ليست سوى خطوة في تطور العقل البشري، وستأتي مرحلة أعلى حين يتعلم النوع الإنساني أن يعقل، وحين يصبح الناس من القوة ووضوح الرؤية بحيث يفعلون الصواب لأنهم يرونه صواباً ومعقولاً، لا طمعاً في ثواب مادي أو سماوي – يقصد التنوير-.
وكان فكره عن الله أنه الروح الباطن للحقيقة، المسبب للتطور والمتطور هو ذاته؛ ورأى في المسيح أكمل إنسان مثالي، ولكنه ليس تجسيداً لهذا الإله إلا مجازاً؛ وقد تطلع إلى زمن يختفي فيه اللاهوت كله من المسيحية، فلا يبقى إلا مبدأ أخلاقي سام من العطف الصبور والأخوة العالمية. وفي مسودة خطاب إلى مندلسون صرح بالتزامه برأي سبينوزا في أن الجسم والعقل هما الظاهر والباطن لحقيقة واحدة، وصفتان لجوهر واحد متطابق مع الله.
المترجم: حسن حنفي
هو أحد العلامات الفكرية الكبرى فى مصر والوطن العربى ،بل وفى العالم أجمع..تنوعت جهوده الفكرية ومجهوداته (النضالية) فى سبيل الارتقاء بالفكر والواقع -معاً- فى بلده.وهى جهود ومجهودات لاتزال تثرى واقعنا المعاصر.
كان مولده بالقاهرة عام 1935 وفيها نشأ وتعلم،حتى تخرج فى جامعة القاهرة وحصل على الليسانس سنة 1956 ثم سافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة باريس (السربون) فحصل على الدرجة عام 1966 وعاد ليعمل بقسم الفلسفة بآداب القاهرة مدرساً (عام 1967) فأستاذاً مساعداً (عام 1973) فأستاذاً (عام 1980) فرئيساً للقسم (عام 1988)..ومنذ العام 1995 إلى الآن ، هو أستاذ متفرغ بقسم الفلسفة بآداب القاهرة.
وخلال السنوات العشرة الماضية استطاع الدكتور حسن حنفى أن يعيد بعث (الجمعية الفلسفية المصرية) وأن يدفع بها إلى الأمام،لتكون المظلة التى يجتمع تحتها أغلب المشتغلين بالفلسفة فى مصر. سواء فى ندواتها الشهرية أو مؤتمرها السنوى الذى يعقد أواخر كل عام .
وعلاوة على إتقانه لأصول اللغة العربية وبلاغته اللافتة إذا تحدث بها،يجيد الدكتور حسن حنفى اللغات : الإنجليزية،الفرنسية،الألمانية..مما مكَّنه من العمل كأستاذ زائر فى عديد من الجامعات بالعالم ، منها : جامعة تمبل (فيلادلفيا) 71- 1975،جامعة فاس (المغرب) 82- 1984،جامعة طوكيو (اليابان) 84- 1985..كما عمل مستشاراً علمياً لجامعة الأمم المتحدة فى طوكيو (85- 1987)
وبدأ الدكتور حسن حنفى مسيرة عطائه الفكرى،من التراث الإسلامى..وإليه انتهت هذه المسيرة وامتدت حتى اليوم. فقد بدأ أعماله العلمية بنشر كتاب (المعتمد فى أصول الفقه) لأبى الحسين البصرى،وهو الكتاب الذى صدر فى جزئين، بدمشق 1964.
ثم التفت الدكتور حسن حنفى نحو التراث والفكر الغربى ليتزود منه،ويزوِّد المكتبة العربية بترجماته التالية :