التحقيق فى مقتل القيصر

تعددت الكتب وتكاثرت البحوث والدراسات في وصف مقتل وإعدام القيصر نقولا الثاني وأسرته وحاشيته. ما بين مثبت (للقتل الطقسي الشعائري) وهم الأقل وما بين (نافٍ) للقتل الطقسي وهم الأكثر، غير أن المثبت والنافي كلاهما قد اعتمد وبنى كتبه وبحوثه على الكتاب الأم والأصل في قضية مقتل القيصر؛ على كتاب القاضي سوكلوف العنون باسم (التحقيق في مقتل القيصر) وهو كتابنا هذا، فهو القاضي الممتاز المخصوص الذي كلَّفه قائد الجيش الأبيض (الجنرال ألكسندر كولتشاك) بعمل تحقيقٍ شاملٍ وموسعٍ في مقتل وإعدام القيصر نقولا الثاني وأسرته وحاشيته، وأمده بالمال اللازم و زوَّده (بألف جندي) لكي يجمع الأدلة ومقابلة شهود العيان والبحث في المناجم والأراضي وحفرها للعثور على الآثار والأدلة المادية المتبقية في مسرح الجريمة. وبعد جهدٍ جهيد وعملٍ متواصلٍ استطاع سكولوف مع مساعديه العثور على بقايا الجثث والأمور الشخصية من الملابس والمجوهرات وبعض الأعضاء التي نجت من الحرق والإذابة بالأسيد.

فالكتاب هذا دليلٌ دامغٌ وحجةٌ داحضةٌ وبرهانٌ ساطعٌ على أن القيصر نقولا الثاني وأسرته وحاشيته تعرَّضوا لأبشع جريمةٍ وأشدها وحشية. من حيث إنهم قُتلوا ثم أُزيلت رؤوسهم ثم قُطعن أجسادهم إلى قطعٍ صغيرةٍ ثم أُذيبت بالأسيد ثم أُحرِقت حتى أصبحت رماداً!