نسخة تمهيدية للموقع ..... ونعتذر عن اي خطا بالموقع ....مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوفها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
الإبداع القصصي عند يوسف إدريس
القسم : دراسات وبحوث
دار النشر : سعاد الصباح
كربر شويك
إن المعلومات التي يحويها الكتاب تتجاوز قراءة قصص يوسف إدريس قراءة دقيقة واعية، بعد التسلح بالمنهج النقدي الذي يعين على التحليل والاستنتاج والتذوق، إلى ظروف حياته، وأسس ثقافته، وعقيدته الفكرية والسياسية، وموقعه الاجتماعي، وتطلعاته، وهي أمور يحتاج إليها الباحث في الأدب القصصي بصفة خاصة، ولكن ليس لكي يفسرّ بها التجارب القصصية -على الأقل من الناحية الموضوعية- وإن كان هذا الأمر له أهميته أيضًا، وإنما لكي نكتشف الصلة الإيجابية أو السلبية بين ما يعيشه هذا الأديب -أو أي أديب- وما يتحول من حياته العملية، المعيشة، إلى فن، وندرك أيضًا مدى التغيير أو الاختلاف بين الواقع المباشر، والواقع الفني، وكيف اكتسب هذا الأخير شكله، وسماته، وموضوعيته التي يستقل بها، حتى عن صاحبه. إن معلومات المؤلف -كربرشويك- تتجاوز هاتين الدائرتين -قراءة ما صنع إدريس من قصص، والتعرف إلى تفصيلات حياته الثقافية العامة- إلى الدائرة الأوسع، وهي المعرفة بنشأة فن القصة العربية -القصيرة بصفة خاصة- منذ بدايتها على أيدي مؤسسي جماعة الفجر: أحمد خيري سعيد، ومحمود طاهر لاشين، واستمرارها وتطورها على يد محمود تيمور -وأخيه محمد تيمور الذي سبقه إلى الإبداع ولكن الموت عاجله في شرخ شبابه-، والأخوين: عيسى عبيد، وشحاتة عبيد. وهكذا استطاع كربرشويك بهذه الدراية الواسعة أن يضع فن يوسف إدريس القصصي في موقعه -من الذروة لأنه شديد الإعجاب بكثير مما كتب أديبنا، وإن لم ينج من لومه أحيانًا- بل أن يجعله الصورة المتجاوزة -وليس المتطورة فقط- في سياق ظاهرة القصة القصيرة العربية، في مختلف الأقطار.