نسخة تمهيدية للموقع ..... ونعتذر عن اي خطا بالموقع ....مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوفها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
الأسبوع 6 أيام
القسم : نصوص
دار النشر : سعاد الصباح
سعاد عبدالله البشر
تعود بنا الدكتورة سعاد الصباح في إصدارها الجديد (الأسبوع 6 أيام) إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بكل ما فيه من عبق وكدر، فتسجّل لنا، وبطريقة سوسيولوجية، تاريخ ما أهمله التأريخ، حيث تتابع نبض تلك المرحلة، والاحتشادات الشعورية التي رافقت قضاياها بكلام شفيف، بعيداً عن جمود لغة التوثيق التأريخي التي لا تأبه بخلجات الأنفس، ولا آهات المستضعفين. الكتاب، الصادر أخيراً عن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع، جمعت فيه المؤلّفة ما تيسر من المقالات التي كتبتها، ونشرتها في تلك الآونة في صحف القبس والأنباء والوطن، وتمحورت حول الوطن والطفولة والظلم وهموم البسطاء من الناس. وقد أهدت الكتاب إلى زوجها الراحل الشيخ عبدالله المبارك الصباح، رحمه الله، فقالت: «إلى اليوم الأول الذي قال لي فيه: أريدك شريكة عمري، واليوم الأخير الذي قال لي فيه: سلامة عمرك، وما بينهما من أيام.. إلى رفيق الدرب وصديق الزمن الجميل عبدالله مبارك الصباح».
وأكدت سعاد الصباح في مقدمتها للكتاب بأنها لم تنشر هذه المقالات من منطلق تقديس الماضي: «لست ممـن يبجلـون الماضي ليبرروا إلغـاء الحـاضر، إذ لـكل زمـن جمالـه. كما لكل زمن رجاله. لكــن نكـهـة تلــك الأيام أشــعر بهــا في خيالي، وطعمهــا في مــذاق الحــروف.. تلـك الأيام التـي كنـا نتنفّس رائحـة الحبـر بـين السـطور، ونعرف ملمـس الـورق بين أصابعنا.. قبـل أن نغـرق في بحـر برامـج التواصـل.. وهـي تفتـح الأبواب الخاصـة عـلى العـالم ليراها كـما هـي».
الهموم واحدة
يشعر القارئ، وهو يتابع هذه المقالات، أن الدكتورة سعاد الصباح تكتب عن أيامنا هذه، وعن قضايانا الحالية، على الرغم من مرور قرابة النصف قرن على زمن كتابتها. إنها تكتب عن هموم الشباب، وعن أوضاع الأطفال، وعن الانسان العربي الباحث عن هويته، وعن وهم الديمقراطية، وعن غياب الحوار ومعضلة عدم تقبل الرأي الآخر، وعن أوجاع القضية الفلسطينية، وغيرها الكثير. إنها تناقش مجالات الحيــاة اليوميــة، وتستعرض همــوم المواطــن العربي، وتنقل أوجاع الفقراء ومتطلباتهـم. وللمفارقة، فإنها ذات الهموم والآهات التي نتجرعها اليوم. فعن الطفولة كتبت في العام 1988 تقول: «إن الطفل العربي هو الاستثمار الرابح . في حين أن بقية استثماراتنا قابلة للربح والخسارة . الطفل العربي هو آخر حصان جميل نراهن عليه.. فإذا خسر هذا الحصان، فإن سلالة الخيول العربية كلها سوف تنقرض. قد يكون كلامي جارحاً بعض الشيء. ولكنني أكتب ما أكتبه ، لأنني ألاحظ أن الأطفال العرب يعيشون في مناخ ملوث، صحياً وثقافياً، واجتماعياً، وقومياً.. فهم ضائعون، ومكسورون جسدياً ونفسياً، ومهتزون كشجيرات من القصب تعصف بها الريح».