متوفر دفع اون لاين عبر الواتساب مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
الدنجوان يكشف أسطورة الأبيض والأسود
التصنيف : قصص قصيرة - الاساطير
دار النشر : الأهرام
أحمد السماحي
هذه القصص وغيرها التي ترصد مشوار الفنان الكبير الراحل رشدي أباظة نجدها في كتاب «الدنجوان... أسطورة الأبيض والأسود» لمؤلفه أحمد السماحي، وهو صادر عن مركز الأهرام للنشر والترجمة.
الكتاب يتتبع خطوات رشدي أباظة منذ مولده في آب/أغسطس 1927 وحتى رحيله في تموز/يوليو 1980، راصداً علاقاته العاطفية بنجمات عصره؛ من الراقصات والفنانات وقصص زواجه وطلاقه، وكذلك علاقته المتوترة بعائلته الأباظية، خاصة بعد رفض والده دخوله مجال التمثيل، باعتباره مجالاً لا يليق بعائلة بحجم وسمعة وشهرة العائلة الأباظية، إلا أن رشدي أصر على مواصلة مشواره الفني، خاصة بعد أكثر من محاولة فاشلة لكي يدخل عالم التجارة، منها فشله في المشروع الذي منحته والدته رأس ماله، وهو تجارة السيارات، وأعقب ذلك فتح مشروع لبيع أكسسوارات السيارات، إلا أنه فشل أيضاً.
ويبدأ رشدي أباظة مشواره السينمائي بمحض الصدفة، فقد كان مغرماً بمختلف أنواع الرياضة، ومنها البلياردو، ولم يكن التمثيل أحد طموحاته، ولكنه كان يتردد مع صديقيه عادل أدهم وعلي رضا على نادٍ للبلياردو، وهناك التقى المخرج كمال بركات، ورغم أن عادل أدهم وعلي رضا كانا يبحثان عن فرصة واحدة للنفاذ إلى شاشة السينما، إلا أن ذلك لم يجذب رشدي أباظة، لكن القدر كان يخبّئ مفاجأة للأصدقاء الثلاثة، إذ جاءت الفرصة إلى رشدي من دون أن يسعى إليها، ففي عمارة قديمة مواجهة لدار القضاء العالي؛ كان هناك نادٍ لرياضة البلياردو، لا يرتاده إلا أبناء الطبقة الراقية، وكان يدير النادي أحد أبطال اللعبة البارزين وقتها، ويدعى مصطفى دياب، الشقيق الأكبر للمصور الصحافي حسن دياب، الذي ظل لسنوات طويلة المصور الخاص للرئيس جمال عبدالناصر. في هذا النادي «الريفيرا» كان رشدي أباظة يمارس لعبة البلياردو بشغف، وفي إحدى الليالي كان يمسك بعصا البلياردو من دون أن يدري أنها ستتحول بعد لحظات إلى عصا سحرية تقوده إلى عالم الشهرة والنجومية، فقد أخذته المفاجأة وهو يرى يد رجل ذي هيبة يمسك بالعصا ويربّت على كتفه ويسأله عن اسمه... هذا الرجل هو المخرج كمال بركات، ووعده بأن يكون بطله الجديد في فيلمه المقبل.
وبالفعل مثّل رشدي في فيلم «المليونيرة الصغيرة»، ولكن النجاح لم يُكتب لهذا الفيلم، وأُصيب رشدي بخيبة أمل جعلته يفكر في امتهان وظيفة، فتقدم بطلبين للعمل، واحد في مصرف «باركليز»، والآخر في شركة «قناة السويس»، وقُبِل بالفعل في المؤسستين، ولكن قبل أن يبدأ عمله في أحدهما، التقى في العام 1949 بمخرج إيطالي جاء إلى القاهرة وهو جوفريدو ألسندريني، الذي قابل رشدي أباظة بناء على ترشيح من الجالية الإيطالية، وبالفعل وقّع معه عقد فيلم «أمينة» مقابل أجر قدره 50 جنيهاً، وكان الفيلم الإيطالي فاتحة خير على رشدي أباظة، إذ رشحه المخرج ولي الدين سامح في الفترة نفسها لدور في فيلم «ذو الوجهين»، واستمر رشدي أباظة في رحلته مع السينما، يوفّق حيناً ويفشل حيناً آخر، إلى أن ثبّت قدميه وأصبح واحداً من أهم نجوم السينما المصرية، وتميز بإتقانه أدوار التراجيديا والكوميديا أيضاً، وكان أبرزها في «الزوجة 13» و «من أجل حفنة أولاد» عام 1968 من إخراج فطين عبدالوهاب.
ويكمن جوهر شخصية رشدي أباظة - كما سردها الناقد عبدالغني داود في مقاله في هذا الكتاب – في أنه رجل قوي البنية، واثق في نفسه، وكل أدواره هي تنويعات وأقنعة لهذا الجوهر القوي، لكن فجأة يُهزم هذا القوام العنيد الصلب أمام المرض الذي يدخل معه في صراع مرير، فقد كان مشاركاً في آخر أعماله السينمائية «الأقوياء» عام 1982، للمخرج أشرف فهمي، لكن القدر لم يمهله ليكمل دوره، فتوفي عن ثلاثة وخمسين عاماً بعد أن شارك في أكثر من 128 فيلماً.