الهيمنة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية

الهيمنة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية

التصنيف : تاريخ - سياسة

دار النشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب

نعمة حسن البكر

سعت الولايات المتحدة الأمريكية نحو الاستفادة من تدهور القوة البريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية, أن تحل محلها في كل موقع تضعضعت فيه قوتها ووهنت قبضتها, بحجة أنها تسعى للحيلولة دون أن تصبح تلك المناطق شاغرة كفراغ للقوة يشغله السوفييت, إلا أن بريطانيا لم تستسلم للأمر الواقع, ولم تترك نفسها في هذا القالب الذي وضعتها فيه الولايات المتحدة, فقد كان من بين ساسة بريطانيا من رفضوا بإصرار "وضع البيض البريطاني كله في السلة الأمريكية", وسعوا إلى البحث عن بدائل تحفظ لبريطانيا مكانتها وهيبتها الدولية.

ولكن ظل الارتباط بالولايات المتحدة في وحدة أطلنطية هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يحقق لبريطانيا معظم أهدافها. وبذلك انتقلت صدارة وزعامة المعسكر الغربي الرأسمالي من بريطانيا إلى الولايات المتحدة على الرغم من محاولات بريطانيا لتحويل علاقتها بالولايات المتحدة من مجرد علاقة اعتماد من جانب مدين فقير على دائن ثري, ونضالها من أجل أن تتولي دور الشريك الفعال, لا مجرد الدولة التابعة التي تتمتع بحماية الحليف الأكثر قوة ونفوذًا, وتوليها المهام الموكلة إليها تحت لواء حلف الأطلنطي, ولكنها شيئًا فشيئًا أدركت أنها لم تعد مؤهلة لقيادة الغرب فتركت هذه القيادة صاغرة للولايات المتحدة.