مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
الذين عادوا الى السماء
التصنيف : أدب
دار النشر : دار نهضة مصر
انيس منصور
يقدم لنا الكتاب بالوثائق فكر التمكين لدى جماعة الإخوان المسلمين، هذا الفكر التي حرصت الجماعة على تفعيله منذ تولى محمد مرسي حكم مصر. بشكل أثبت للمتابعين للمشهد أن مشروع النهضة الذي تحدثوا عنه لم يكن سوى وهم مل الناس من حديثهم عنه. فيكتشف القارئ عبر صفحات الكتاب ووثائقه أساليب الجماعة في التمكن من مفاصل مصر وأطرافها. وأسلوب تعاملها مع فصائل المجتمع المختلفة ونظرتهم للآخر والمبادئ التي تحكم علاقتهم به وكيف يضعون مصالح الجماعة على قمة أولوياتهم حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن. الوثيقة التي يضمها الكتاب؛ تنذر بالخطر الداهم، وبخاصة – كما يؤكد المؤلف – أنها تستهدف في مرحلتها الأولى تأسيس كيان شرعي، أو الحصول على اعتراف بالشرعية ونشر الدعوة في ربوع مصر عن طريق التوسع الأفقي والوصول بعدد الإخوان إلى ما لا يقل عن 3 ملايين أخ، وكما يقول الشاطر في خلاصة وثيقته، فإذا ما تم تنفيذ المرحلة الأولى – ولو بنسبة عالية – من المستهدف، كان من السهل الاستئثار بمشاعر وحماس ما لا يقل عن 50% من الشعب المصري وهو ما يساعد على دخول الإخوان للمرحلة الثانية من فتح مصر. في البداية يتحدث الكاتب عن علاقته بالإخوان، فيقول أنه كان يشن هجوماً عليهم في الوقت الذي كانوا يلاقوا فيه تعاطف الناس، حتى أن البسطاء كانوا يستوقفونه في الطريق مصادفة ويعاتبونه قائلين مالك والإخوان؟ كفاية إنهم معذبون في السجون، ومطاردون في الرزق، ومستضعفون حرام عليك، كان رد المؤلف كما يقول ينحصر في ابتسامة خجول، وبينه وبين نفسه كان لسانه يلهج بالدعاء لهم جميعاً، فأكثر الناس لا يعلمون. نقد وتكذيب يقول الكاتب أنه حصل على الوثيقة من صديق مقرب من الجماعة، الجميع كما يقول رزق كذب الوثيقة وانتقدها، الكل كان يتقرب من الإخوان، وقتها كانوا يحجون فرادى وجماعات إلى مكتب الإرشاد للاستقواء بهم على مبارك ونظامه وجنوده، والإخوان كانوا يشترون أنفساً كثيرة بثمن بخس، ويؤثرون في صحف كثيرة يشترون نسخاً، ويشترون بشراً، كانوا يشكلون ميليشيات إلكترونية داخل الصحف تهاجم من يهاجمون الإخوان. لكن الجميع اكتشف في النهاية أن الإخوان نفذوا كل حرف من وثيقة فتح مصر حرفاً حرفاً، وبنداً بنداً، الوثيقة كانت موقعة باسم خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما تبرأ منه المهندس خيرت الشاطر ومن توقيعه على الوثيقة، قال في تكذيب أن الوثيقة تخص المهندس خيرت الشاطر رجل الأعمال وهذا الأخير لا علاقة له بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد المنسوب إليه الوثيقة. كان الشاطر مرعوباً من تبعات الوثيقة لأنها تشكل انقلاباً على نظام الحكم. لم يكتف رزق بهذا بل قرأ الوثيقة كاملة في برنامج حالة حوار الذي يقدمه الكاتب الصحفي عمرو عبدالسميع على شاشة التليفزيون المصري، وكان من برامج كثيفة المشاهدة آنذاك كما يقول رزق، قائلاً أصبح لقبي بعدها الصحفي بتاع الوثيقة وهاجت الدولة على الإخوان، وثار الإخوان على رزق وكما يقول ثار نفر كثير من التابعين لهم. الأغرب كما يقول رزق أن الأجهزة الأمنية تحركت لتكذيب الوثيقة ونفيها وبالتحديد ضباط امن الدولة والمخابرات المنوط بهم مراقبة الإخوان على مدار الساعة، حتى لا يثير ذلك حفيظة رؤسائهم. ويحكي رزق كيف أن صفوت الشريف التقاه وكذلك أنس الفقي وغيرهم من كبار رجال الدولة وامنها ومخابراتها، لتخصيص حراسة خاصة له ترافقه أينما ذهب وهو الأمر الذي رفضه الصحفي. وثيقة فتح مصر الوثيقة كما نشرها الكتاب ....