مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
جامع البيان في تفسير القران 1/3
التصنيف : تفاسير
دار النشر : الامام الذهبي - الكويت
معين الدين لايجى
الحمد لله الذي أنزل القرآن هادياً لطرق الرَّشاد ، وموصلاً لسُبل السداد ، وحياً ناطقاً ببينات وحجج ، وقرآناً عربيا غير ذي عوج .
والصَّلاة والسلام على النبي الكريم ذي المقام المحمود، والحوض المورود ، المبعوث بالكتاب المبين ، والفارق بين الشَّك واليقين .
وعلى آله الأطهار، وخلفائه من الأختان والأصهار، وعلى الصحب من المهاجرين والأنصار .
وبعد، فإن صنعة التحقيق مضمار الأخيار، وتشوف الأبرار، وفناء الأعمار، وقع فيه الاستباق والتناضل وعظم بين طلابه التفاوت والتفاضل،
ولهذا قد يفتح لمحقق بعد آخر من الأبواب ما لم يبلغه غيره مع توالي الطرق والأسباب ، وفي كل خير . وإنّي مذ وقت ليس باليسير ، وأنا أرغب في خدمة كتاب في التفسير ، حتى برز زهر بستانه وفاح، وطلع بدر تمامه ولاح ونادى منادي أسفار بالفلاح، فعقدت العزم على الخدمة، وطلبت من الله العون والحكمة، فهو المضاعف لعباده الأجور ، العاصم لهم من الخطل والزور.
والتفسير الذي بين أيدينا هو للإمام الهمام، معين الدين محمد بن عبد الرحمن، الإيجي الشيرازي الشافعي ، المتوفى سنة (٩٠٥ هـ ) ،
وسَمَهُ بـ: جامع البيان في تفسير القرآن
جرى فيه على سنن من سبقه من أرباب التفسير بالمأثور، رادا على من تنكب طريقهم ، وفك وثاقهم.
وقد جاء العمل في قسمين اثنين بعد المقدمة ؛ قسم الدراسة ، وقسم التحقيق.
جعلتُ الدراسة ستة فصول .
الفصل الأول: أشرتُ إلى ترجمة الإمام معين الدين الإيجي ، فتناولتُ فيها الاسم والمحتد والولادة، ومكانته العلميّة وثناء العلماء، ثم أشرتُ إلى أشهر
شيوخه ، وأهم مؤلفاته ، وسنة وفاته .
الفصل الثاني: جعلته للكلام عن توثيق نسبة الكتاب والعنوان ، فأثبت ذلك بما يقطع الشَّكَ وينفي المطعن، بما ورد في كتب التراجم، وصحيح النسخ المعتمدة ، وكذلك لبيان فترة تأليفه ومكانه .
الفصل الثالث : تطرّقت فيه إلى ملامح منهج الإيجي في تفسيره» ، فجليتُ من ذلك ما يُعين القارئ على فهم قصده ، واستجلاء رسمه.
الفصل الرابع : بيَّنتُ عناية المدارس القديمة في نجد بتفسير الإيجي»، وتفاعل الحركة العلمية بالديار النَّجدية مع المؤلّف ، والعناية المبكرة بتفسيره. الفصل الخامس : خصَّصتُه لوصف النسخ الخطية المعتمدة ، فعرفتُ بكل واحدة منها بما يُظهر خصائصها وسيماتها وأشرتُ إلى المختارة منها أصلاً
وغيرها تبعاً ، ووصف النسخ المساندة للاستئناس غير المعتمدة .
الفصل السادس: فيه بيان تعدد إبرازات تفسير الإيجي»، وأثر وجود إبرازتين للكتاب متشابهتين في العناوين ومستقلتين في المحتوى على المؤرخين الذين ترجموا للمؤلف .
الفصل السابع: ذكرتُ فيه أهمّ النَّشرات السَّابقة للكتاب، وما لحقها من خطأ وزلل وعتاب ، استوجب نشرة جديدة يحسن وقعها في الأنظار ، وتصبو إليها أنفس الأخيار .
الفصل الثامن: ختمتُ قسم الدراسة بخطة العمل في الكتاب.
وأما القسم الثاني ؛ وهو قسم التحقيق:
فبذلتُ فيه الوسع والاجتهاد ، وتو َّيت طرق الصَّواب والرَّشاد.
فالله أسأل دوام ،عونه ، وتمام مننه ، فمنه سبحانه الاستمداد، وبه التوفيق والسداد.
لا ربَّ غيرُه ، ولا مرجو إِلَّا خيره .