لاف كرافت - الأعمال الكاملة 1/2

لاف كرافت - الأعمال الكاملة 1/2

القسم : أدب

دار النشر : اكتب

لافكرافت

بالنظر إلى الوضع الحالي الحالي، وأدرك تمامًا أن الظروف التي تسمح بحدودي داخل ملجأ مجاني لهذا، سيُثير شكوكًا مشرفة في صحة قصتي. ومن سوء الحظ أن الأغلبية الساحقة من البشر قد تحاصرها ضيقة الأفق بما في ذلك ما يكفي من اعتماد تلك الظواهر المعزولة التي لها القدرة ويحسمها إذا قررت إذن من ذوي الخبرة البسيطة بصبر ودهاء، والتي لا تزال خارج نطاقها الشائع. يعلم الرجال الأوسع مداركًا وفاتنة أنه لا يوجد لفروقات واضحة بين ما هو حقيقي وغير حقيقي؛ أي أن جميع الأشياء تتجلى أمامنا على الهيئة التي لا تزال تمتلك الوسائط المتعددة جسديًا وعقليًا والمفردات الدقيقة التي لم تتأثر بها وندركها؛ وفي المقابل، يبدو أن الطبقة السطحية الغالبة إلى ومضات الرؤى التجارية التي تعترض حجاب النظام بانتظام للتجربة الواضحة هي الوصول إلى المجنون.
أنا جيرفاس دادلي، ومنذ منتصف الليل كنت من أصحاب الرؤى، ثري بما في ذلك حاجتي من الحياة الاجتماعية، ذو مزاج متقلب وغير متناغم مع الشركات الرسمية والمناسبات الترفيهية الاجتماعية التي تشاركني فيها معارفي، طالما أخذت عوالم طويلة ومتنوعة من العالم الحسي؛ وقضيت شبابي ومراهقتي في قراءة الكتب القديمة وغير المعروفة، متجولًا في الغابات المجاورة لموطن أجدادي. لا داعي للقلق أن ما قرأته في هذه الكتب أو رأيته في هذه اللغات والغابات كان مباشرة تماما لما قرأه وآراه الفني هناك؛ بيد أني لن أسهب في الحديث عن هذه الأمور، لأن الكلام المستفيض لن يمثل سوى حدود على تلك الافتراءات التي رسمتها أُلقيت على قواي الاختصاص والتي في بعض الأحيان ما يصل إلى مسامعي من أصوات الخدم الخفية من حولي. يكفيني أن أروي الأحداث دون تحليل وارائها.
وذكرت آنفًا أني سافرت بعيدًا عن العالم الحسي، ولكني لم أقل إني أكرمت في عزلة جديدة. وهذا ما لا يقدر عليه مخلوق بشري؛ لأن الافتقار إلى رفقة الكائنات الحية يؤثر على الحالة الطبيعية إلى صحة الكائنات غير الحية أو التي لم تعد على قيد الحياة. تقع بالقرب من وادٍ محفوظ بالأشجار الفريدة، حيث تقضي معظم أوقاتي في ظلمات الشفق مستغرقًا في القراءة والتفكير والأحلام. خطوت أولى خطواتي طفلاً في إدراجاتها التي تكسوها الطحالب، وعدد سكان البلوط العفن والمشوهة، خياطت أولى خيوط فكرتي. لقد عرفت حوريات الابداع لا تزال بحاجة إلى تلك القطع، وشاهدت رقصات الجامحة تحت شعاع القمر المتضائل لملاحظة وتكرارًا، ولكن لم تنجز الآن الحديث عن هذه الأمور. سأكتفي بالحديث عن المقبرة الوحيدة التي تقع في سفاح إحدى التلال الأشد ظلامًا؛ ذلك الضريح المهجور لعائلة هايد القديمة والمرموقة التي دُفن آخر سليل لها في ظلمة مثواه الأخير منذ عقود عديدة ولادتي.