ماذا صنع الله بعزيزة بركات

ماذا صنع الله بعزيزة بركات

التصنيف : روايات عربية

دار النشر : المدى

بلال فضل

ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟ بدأت رحلة البحث بتفكير عابث تحوّل إلى لعبة شيخة، كاد أن تقص بجد، لكنها عابثة كما بدأت. كنا وقتها نفضل قعدة القهوة على لقاءات مقاهي توفيراً لمصاريف الخروجات، حيث يجتمعوننا ويهتمون بمساعدتنا على تجاوز العمل الصريحة التي ابتلينا بها في تلك الأيام من أواخر التسعينات، مبتهلين إلى الله أن يرزقنا كبعض زملائنا بنعيم عمالة المقنّعة في أي صحيفة أو مجلة مشهورة، لا يمكن أن تتعرض للغلق والمصادر التي يستهدفها الزوار ويفشلون فيها.
جلسة نرغي يومها كعادتنا أمام التلفزيون ذي الإيريال الهزيل، الذي لم تكف المتهالكة إلا لجلب القوى الحكومية التعيسة، وتم استخراجها في تلك الظاهره الكئيبة فيلماً سقيماً للأستاذ فريد الأطرش الذي كان حزيناً كعادته، ولكنه كان فاشلاً في نواحه الغنائي بأكثر من عشرين راقصة ممشوقة الجوام ، يتم وجهين خلف سامية جمال التي كانت ترقص بانشكاح كعادتها، وقد رسمت عليها جميلة ضحكتها الشهيرة، التي كنت أتصورها كضحكة ساخرة من حزن فريد غير المبر، ولم يكن لدي ما أؤكد به تصوري لذلك، فقط لأني كنت أجد حزن الأطرش بعداً فيه فريد رغم كل أسبابه، مع تقديري الكامل لفكرة شاعر الشعب ابن عروسة القاضية فإنها «ما لا حد لهم خالي، حتى قلوع الصواري، لأن المجهودات التي تضمه قلوع الصواري خلال تأدية يستحق شيلات الهم، على عكس فريد الأطرش، لكن هذا ليس موضوعنا على أية حال.