متوفر دفع اون لاين عبر الواتساب مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
مصر وأهل البيت
التصنيف : اسلاميات - علم الحديث
دار النشر : مكتبة مدبولى
على الكوراني
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل وأتم السلام على سيدنا ونبينا
محمد وآله الطيبين الطاهرين .
وبعد ، فقد لاحظت في بعض أحاديث مدح الشام تعابير تشبه مفاهيم الإسرائيليات وتعصبات اليهود . ثم رأيت أن بعض هذه الأحاديث لا يكتفي بمدح الشام حتى يذم الحجاز والعراق ومصر .
وقد انتقد السيوطي وهو محدث واسع الاطلاع ، المحدثين بأنهم ضعَّفوا بعض الأحاديث الصحيحة التي تمدح مصراً ، تحكُّماً وهوىً !
ثم رأيت أن أئمة أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) ردوا عدداً من أحاديث مدح الشام ، وكان ردهم أحياناً شديداً ، كأنه رد عدوان على الإسلام !
من ذلك ما رواه في الكافي : 4 / 239 : « عن زرارة قال : كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر ( الإمام الباقر ( عليه السلام ) ) وهو مُحْتبٍ مستقبلَ الكعبة ، فقال : أما إن النظر إليها عبادة . فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر : إن كعب الأحبار كان يقول : إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة ! فقال أبو جعفر : فما تقول فيما قال كعب ؟ فقال : صدق القولُ ما قال كعب ! فقال أبو جعفر : كذبت وكذب كعب الأحبار معك ، وغضب ! قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً
بقول كذبت غيره ، ثم قال : ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ، ثم أومأ بيده نحو الكعبة ، ولا أكرم على الله عز وجل منها ، لها حرَّم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات والأرض ، ثلاثة متوالية للحج : شوال وذو العقدة وذو الحجة ، وشهر مفرد للعمرة وهو رجب » .
وعندما تتبعت مصدر أحاديث الغلو في مدح الشام ، وجدت أن ناشرها كعب الأحبار وتلاميذه ، وحامل رايتها معاوية وأعوانه . لذا قررت التوقف في كل حديث يمدح بلاد الشام وأهلها ، وحتى بيت المقدس وأهله ، حتى يثبت من طريق ليس فيها رائحة اليهود وبني أمية .
وكان آخر ما صادفته في الموضوع من أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) حديث صحيح لعلي ( عليه السلام ) يفضل فيه مصر وأهلها على الشام وأهلها ! فتعجبت منه وأهديته إلى صديق عزيز من علماء مصر ، هو السيد محمد عامر حفظه الله ، فطلب مني بقية أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) في الموضوع ، فأهديت له ما تيسر منها .
فعاودني قائلاً إن أصدقاءنا قالوا إن هذا الموضوع يحتاج إلى كتابة بقلمك ، خاصة وأن مصر تنفست بثورتها عَبَق الحرية ، وهو عبق أهل البيت ( عليهم السلام ) .
فأجبت طلبه بكتابة هذا الموضوع ، آملاً أن يكون فيه خدمة للعلم ، ورضاً لله تعالى ، ورسوله وأهل بيته الطاهرين ، صلوات الله عليهم .