نصرة الفترة وعصرة الفطرة

نصرة الفترة وعصرة الفطرة

التصنيف : تاريخ

دار النشر : الرافدين

الاصفهاني

 كان نيّة العماد الاصبهانِي الكاتب تأليف كتاب في تأريخ وزراء الدولة السلجوقية وأكابر دولتها ، يقول العماد في مقدمة الكتاب : ( ومازلت أفكر فما يواتينِي فكر ، ولا يطاوعنِي في تأليف عنوانه ترتيب بكر ، حتّى تأملت الكتاب الذي صنفه أنوشروان بن خالد بالفارسية وسَمّاه { فتور زمان الصدور وصدور زمان الفتور } فوجدته تنبئُ إطالته عن القصور ، وألفيته قد قصره على زمانه ، من أوسط عهد نظام الْملك إلى آخر عهد طغرل بن مُحمد بن ملكشاه وتَقَضّي سلطانه ، وصادفته بناه على غرضه وشفاء مرضه ، وقصد التشفي والانتقام ، وثلب أعراض الكرام .)

         فالعماد الأصبهانِي لَم يطاوعه فكر ولا ترتيب بكر في تأليف كتاب عن ( تأريخ الدولة السلجوقية وأكابر دولتها حتّى تأمل كتاب أنوشروان بن خالد الذي سَمّاه ( فتور زمان الصدور وصدور زمان الفتور) ، يقول العماد : (فعربته وهذبته ، حتّى انتهيت في هذا الْموضع إلى مفتتحه ، وفسرته على مقترحه ، ووصلت هذه الْجملة التِي ذكرتُها به ، وجعلتها طريقاً إلى دخول بابه). ويضيف إليها ما تَجدد من الأحداث في عصره . فهو يكمل ما أخذ من أنوشروان وينقله إلى العربية ، وهو بِحكم مولده بأصبهان يُجيد الفارسية ، حتّى أنه كان ينشئ الرسائل بِها لنور الدين زنكي صاحب حلب والْموصل، فيجيد فيها إجادته بالعربية كما يذكر ياقوت الْحموي .