متوفر دفع اون لاين عبر الواتساب مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
نظام الطبيعة (قوانين العالم الأخلاقية والمادية) 1/2
التصنيف : فلسفة
دار النشر : دار أبكالو
بارون دي هولباخ
هذا الكتاب من أهم ما نُشر لـلبارون دي هولباخ، نظراً لما حمله من تحدّ لأكثر الأفكار تطرفاً على الإطلاق، وقدرته على كشف ما يكمن وراء رجال الدين العابثين في أفكار البشر، واليوم تُعاد ترجمته إلى العربية في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، علّه يؤدي الوظائف التي أرادها منه البارون دي هولباخ، ومنها إعادة الإنسان إلى مكانه الصحيح، وتحقيق الغاية الأساسية من وجوده وهي حفظ بقائه وسعادته وإسعاد أقرانه، التي ينبغي البحث عنها في أحضان الطبيعة، وليس في المدينة الأفلاطونية التي لا يسكنها سوى المتدينين، وعليه أن يكتشف بنفسه النتائج الشريرة للخرافة والتعصب الديني.
وسيجد القارئ في هذا الكتاب دعوةً لكل أولئك الذين يعلنون لا أخلاقية الكتابات المتشككة، ليتحرروا من الأوهام اللاهوتية. لينبذوا العداوة والخلافات والاختلافات العرضية بين البشر، ويكفوا أيديهم عن الإسهام في تعاسة البشر، وترويعهم بقصص الموت ومن فكرة إله دموي منتقم. وينبغي أن ندّمر الأوهام التي لا يسعها سوى تضليلنا، ونبحث عن ترياقٍ للأضرار التي يجلبها لنا التعصب السيء التوجيه، والتعصب الديني الطاغي، في الطبيعة ذاتها وسنجده ضمن مواردها، حيث يقول هولباخ: “حان الوقت للنظر بجرأة في وجه الشر، وفحص أسسه والتدقيق في بنيته الفوقية، ويجب أن يهاجم العقلُ بخبرته الإرشادية المخلّصة وتحصينه تلك التحيزات التي ظل الجنس البشري ضحيةً لها لفترة طويلة. ولهذا الهدف يجب إعادة العقل إلى مكانه المناسب”. ينبغي أن نحرره من سلاسل العبودية الدينية القائمة على التحيز والجهل.
وينبغي أن نوقظ في داخله حبه للطبيعة، ونحرره من سخافة تخليه عن الخبرة؛ لأنَّه من الطبيعة وسيعود إليها، ولا يمكنه كسر قوانينها أو تجاوزها ولو ذهنياً. ومن العبث أن ينطلق عقله إلى ما وراء العالم المرئي، حيث تفرض الضرورةُ الملحة دائماً عودته. ولذلك سيجد القارئ ضمن هذا الكتاب أكبر داعم له، وسيعثر على أساس لتساؤلاته، ويتحرر من وهم ثنائية “الجسد -النفس”، ولن يتمكن من الرد على مضامينه؛ لكونه يحتوي على كشفٍ لجميع المغالطات الدينية، وهو دليلٌ للفيلسوف المتحرر من العبودية الدينية، وللناخب الفقير الذي ضللته حماقات الخرافة على حدٍ سواء، وسيتجنب الناقدون الحديث عنه؛ لعلمهم بعدم قدرتهم المطلقة على التعامل مع منطقه القوي، ولن يتمكنوا من إنكار مزاياه؛ فهو كتابٌ لكاتب عظيم بلا شك، وتكمن ميزتهُ في بلاغة التأليف غير العادية، والمهارة التي تُستبدل بها الكلمات بالأفكار، ووضع الافتراضات كبراهين لاجتياز التيار، وفي توضيح المفردات وتعريفها.