وطنى ليس بدعة

وطنى ليس بدعة

التصنيف : شعر

دار النشر : آفاق-الكويت

محمد أمين عمر

صدر عن «آفاق للنشر» الكثير من الحنين والثورة والرومانسية بنكهة فريدة وحبكة جديدة وضعتنا في بداية سكك قطار الحياة وأشعلت بركاناً من العواطف وفيضاناً من دموع القلب على مافات وسيلاً من علامات الاستفهام على ما هو آت، مهديا ديوانه إلى كل من تتراجع عنده الأنا عندما تتعارض مع مصلحة الوطن وحريته، وإلى من يسعى للارتقاء بالقيم ويقف بوجه انحدارها، ومن يؤمن بأن الشعر رسالة مكتوبة على خد الورد حينا وعلى حد السيف حينا آخر، قال إلى كل هؤلاء:
أسرجت حرفا جامحا وطليقا
وفتحت في زبد البحور طريقا
فتشكلت تلك الحروف قصائدَ
عبقت وطابت مسمعا ورحيقا
وقدم رئيس مجلس امناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، كلمته في ديوان الشاعر محمد أمين عمر الذي حمل اسم «وطني ليس بدعة»، قائلا فيها: «الشعر من أهم مدخراتنا التي يجب ان نحافظ عليها ونحرص على مكانتها، وأن نسعى دائما إلى ان يكون الشعر ذا شأن وقيم عليا، نسلمه للاجيال كإرث إنساني وتراث أصيل تعتز به الاجيال، مؤكدا ان بين يديه مسودة ديوان شاعر عربي من الأرض المقدسة فلسطين العزيزة على قلوبنا جميعا.
وأضاف: «لقد استقر المقام بمحمد امين العمر في وطنه الثاني، وفي الكويت احب هذا المهندس الشعر ووجد فيه من العواطف والاحاسيس والصداقة الروحية ما يعوضه عن جلبه الآلة وصمت الحجارة التي لابد من ملازمتها والاخلاص لها، فهي عمله الذي احبه واختاره مهنة له يقدم لها كل ما تعلمه بإخلاص وإتقان.
وتابع: «استمعت إليه وهو يقرأ من شعره، إذ كان أحد المشاركين الذين دعتهم المؤسسة للمشاركة في مهرجان ربيع الشعر في موسمه الرابع 2011 وفي موسمه الثامن عام 2015 وقد اعجبت والحضور بشعره وإلقائه الذي تغنى فيه بفلسطين السليبة والكويت الحبيبة.
وأكمل: «كما استذكر كذلك حين كان احد المكرمين على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي الذين كرمتهم المؤسسة بعد اجتيازهم دورة في مهارات اللغة العربية وعروض الشعر وكان الأخ محمد أمين العمر هو الفائز بالمركز الأول في هذه الدورة والتي أثمرت فيما بعد ديوانين شعريين، أهدى لي أحدهما وهو «قالت لي النخلة» الذي تضمن قصائد عذبة في كلماتها سلسلة في معانيها وصورها، مضيفا «ديوانه وطني ليس بدعة، إبداع شعري جميل، ويظل الوطن يوم الشاعر وامسه وكتاب ذكرياته، كما هو يومنا وامسنا وذكرياتنا».
وحول ديوان «وطني ليس بدعة» الذي انضم إلى اصداراته السابقة، (جداريات على جدار القهر، قالت لي النخلة، كتاب المهندس من قبعة التخرج إلى قبعة العمل)، احتضنت صفحاته 65 قصيدة للشاعر المهندس محمد أمين عمر الذي يعمل في الكويت مديرا تنفيذيا لشركة مقاولات كبرى في الكويت، ومن قصائده في الديوان الاخير «الرسم بالحروف، أنين الصفصاف، وسائل التقاطع الاجتماعي، كوفيد 2020، جرة الزيت، وطن النحل والفراشات، صدى الذكريات، أنين الاقصى، الخطوة الاولى، أطلق جيادك، رفيقة الدرب، البنات حسنات، على اطلال الدار، ذبيح الصمت، صيد السراب، إلى الاحفاد، الوصية.
وخص الشاعر محمد أمين، في ديوانه قصيدة باسم الأرض، مؤكدا انه لا يعرف قيمة الأرض إلا من أكل منها وشرب وامتزج عرقه وعرق والديه بترابها ونام في ظل شجرها واستنشق عبر أزهارها وتهون على من قطع حبله السري معها فاستوى وجودها وضياعها، ومن أبياتها
هل هذه الأرض من ماء ومن طين
أم ذات روح وقد قامت تناجيني
أم صدر أم لها طفل تهدهده
أم ذا وذاك فحن الماء للطين
جذري دفين برحم الأرض متصل
من لي إذا جعت من رحم يغذيني
حصن لي الأرض يحميني وأحرسه
ان يسقط الحصن نار الذل تكويني
جذعي يموت واغصاني ميتمة
والنمل يأكلني والدود يبليني
أمشي عليها وظهر الأرض يحملني
وجوفها في غد حضن يواريني
من ابياته ايضا...
قلبان قلبي وقلب الأرض ما افترقا
ان جفت الأرض ترويها شراييني
روحان روحي ورح الأرض في جسد
ان ضاقت النفس فالاخرى تواسيني
وعدان بيني وبين الأرض ما نكثا
ان احتضنها وان اعطي لتعطيني
عهدان بيني وبين الأرض قد قطعا
ان احفظ الأرض حفظ النفس والدين
وأن اذود لكي تبقى مطهرة
من البغاة ومن رجس الشياطين