تاريخ الأدب العربي الأدب القديم

تاريخ الأدب العربي الأدب القديم

التصنيف : أدب

دار النشر : التقوى

حنا الفاخوري

مقدمة الكتاب: هذه محاولة جديدة لتسهيل دراسة الأدب العربي دراسة تذهب في العمل، وتشمل القسم الأكبر من تراثنا الفكري الأدبي في تسلسل إيجازي، وجدولة إيضاحية، وإبراز للأفكار يخاطب العين والذهن مخاطبة ترسيخ منظم، وتحليل بعيد عن الثرثرة، واستجلاء خال من كل تأويل مزخرف، ومجرد من كل تعليل مزيف.

كان لنا في ميدان الأدب العربي جولات متعددة، ومعالجات مختلفة، منها الطويل والمفصل؛ ومنها الموجز والمجمل، وكان لكتابنا “تاريخ الأدب العربي” انتشار قل نظيره وقد امتدت إليه الأيدي امتداد استفادة، أو اقتطاف شهادة، وامتدت إليه الهمم امتداد تقليد، أو منطلقا للتوليد والتجديد، وهو صابر على النكبات، صامد في أداء الرسالة الفكرية والحضارية، وهو يغزو الأقطار في صوره المختلفة، وإخراجاته المتباينة، حريصا على محتواه الفكري والأدبي والفني، يوزع على طلاب العلم فيض ينابيعه الثرة، وعلى المتعطشين إلى المعرفة موارد آياته الكبرى. ولكنها الأيام قد أثقلت كاهله، والأنواء قد عکرت مناهله، فكان لا بد من حركة تصحيحية، ومن محاولة تجديدية، فكان هذا “الجامع”، وفيه المناهل والجداول، والشواهد والمساند، وفيه إلى ذلك كله امتداد إلى الأدب الحديث والمعاصر وقد ضاق به كتابنا القديم، كما ضاق بالكثيرين من أدبائنا الأقدمين والمحدثين، فعملنا على رأب الصدع، وسد الفراغ، وأقمنا التوازن في الدراسات والمعادلة في المعالجات في دقة ووضوح وصفاء.

وإلى ذلك كله فقد أكببنا على الإخراج نحدثه ونزينه بما يليق من الرسوم، ونبث فيه روحا وحياة، ونبعث في كل جانب من جوانبه ما يعتلج فينا من آمال، راجين أن يكون من كل ذلك لمثقفي الأمة وطلاب الثقافة مرجع ومورد، وأن يكون في عملنا خدمة للتراث العربي الكريم؛ ولا يسعنا بعد ذلك إلا أن توجه الشكر إلى جميع الذين أزرونا بالرأي أو أسهموا في تنظيم الأبواب والفصول أو سخروا منهم الرفيع في إخراج الكتاب إخراجا فنيا رائعا. هذا