طريق الهجرتين وباب السعادتين 2/1

طريق الهجرتين وباب السعادتين 2/1

التصنيف : اسلاميات

دار النشر : دار عطاءات العلم

ابن قيم الجوزيه

إنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى غَرسَ محبَّتَهُ ومعرفتَهُ وتوحيدَهُ في قُلوبِ من اختارَهُم من بَرِيَّتِهِ واختصَّهُم بنعمتِهِ، وقد وَحَّدَ اللهَ بعبادتِهِ ومحبَّتِهِ وخوفِهِ ورجائِهِ، وأفردَ رسوله بمتابعَتِهِ والتّحلِّي بأخلاقِهِ والسّيرِ على خُطاه وجعلهما طريقاً للسّعادةِ وهذا ما بيَّنَهُ لنا الكاتبُ ابن قيّمٍ الجوزيّةِ في هذا الكتابِ، ذاكراً أنَّه لربِّنا سبحانهُ وتعالى في كلِّ وقتٍ هجرتَين إحداهُما إليه جلَّ جلالُه بالرّجاءِ والمحبّةِ والعبوديّةِ، والأخرى إلى رسولهِ في الاقتداءِ بهِ في الأعمالِ والأفعالِ، وقدْ ضَمَّ هذا الكتابُ الّذي بينَ أيدينا سلوكَ طريقِ الهجرةِ المحمّديّة، مبتدئاً فيه الكاتبُ ببابِ الفقرِ والعبوديةِ؛ إذ هو بابُ السعادةِ الأعظم وطريقُها الأقوم الذي لا سبيلَ إلى دخولِها إلا منهِ، وختمهُ بذكرِ طبقاتِ المكلّفينَ من الجنِّ والإنسِ في الآخرةِ ومراتبِهم في دارِ السّعادةِ والشّقاء، ليكون هذا الكتابُ غريباً في معناه مميّزاً في محتواه، يجدُ فيهِ القارئُ من العلمِ والمعرفةِ ما يُفيدُه ويسعِدُه ويعينُه في أمرِ دنياهُ وآخرتِه.