كو
وتؤكد هبة الله علي في كتابها «أخبار اللصوص في الأدب العربي القديم»، أن هذه الأخبار نالت اهتماماً من الإخباريين والرواة والأدباء القدامى، فنرى أن هناك كتباً ألّفت في اللصوص لكتاب شهيرين من أمثال الجاحظ.

اختارت الكاتبة نقطة البداية من عصر ما قبل الإسلام، حتى نهاية القرن الخامس الهجري، وكشفت أن مفهوم اللصوصية تطور عما كان قبل الإسلام، ففي العصر العباسي بدأت اللصوصية تأخذ منحى آخر، وبرزت ظواهر أخرى كان للصوصية صلة بها، ومنها الكدية والشطارة، وكان الفقر سبباً رئيسياً في استمرار ظاهرة اللصوصية، واشتهرت أماكن عدة بأنها كثيرة اللصوص، وبعضها اشتهرت بكونها مخصصة لهم، وهناك لصوص سموا بالمكان الذي اشتهروا به.

كثرت الألفاظ والألقاب التي أطلقت على اللصوص، ونرى أنهم قد صنفوا سابقاً على حسب سرقاتهم، فنجد لسارق الإبل لقب الخارب، ولسارق الشاة الحريسة، وغيرها.

وصُنف اللصوص على حسب الصفة التي اشتهروا بها، فنجد تصنيفاً حسب لون البشرة، وتصنيفاً حسب قول الشعر، فظهر لنا لصوص شعراء ولصوص غير شعراء.