فكرة الإرادة عند شوبنهور السيد شعبان حسن
د.ك3.5
إضافة إلى السلةيرجع الاهتمام بمفهوم الإرادة فلسفيا إلى العصر اليوناني القديم، فهو أحد أبرز المفاهيم التي تعامل معها الإنسان، بوعي منه أو بدون وعي، وكان هذا المفهوم مرتبط ارتباطا وثيقا بالحرية، ولعل الفلسفة الرواقية أهم فلسفة اهتمت بهذا الإشكال مُرجعة كل شيء إلى الفعل، وبالرغم من أن الفعل في نظرهم لا يتمُّ إلا بالأجسام، فإن الإرادة هي التي تؤثر، فمنطق الرواقيين يقول ” إن كل شيء جسماني، وإن كل شيء لا يتم إلا بالإرادة”.
غير أن الرواقية تعرف بالضرورة والإكراه، والإرادة عندهم خاضعة لهذه الحتميات، رغم ذلك فإنهم يعتبرون الإرادة جوهر الإنسان. هذا التصور هو الذي سيقول به الفيلسوف “أرثور شوبنهاور” فيما بعد.
إلا أن هذا الموضوع مع شوبنهاور في العصر الحديث سيذهب إلى أبعد من تصور الرواقيين، إذ أن الكون كله في نظر شوبنهاور أساسه الإرادة ، ومن طبيعة الإرادة أنها القوة الداخلية المحركة والمكونة للشخص، لهذا فمن الضروري لكي نفهم فلسفة شوبنهاور أن نستبعد أيضا التصورات الشائعة لدى معظم الناس عن معنى الإرادة: فالإرادة – كما يتصورها الناس عادة- هي إرادة الوعي تسترشد بالعقل، في حين أن الإرادة – كما يفهمها شوبنهاور – هي إرادة الحياة التي تعبر عن نفسها كاندفاع أعمى لا عاقل نحو الحياة، فالإرادة تعني أن نريد وأن نرغب…، ومن ثم فالإرادة هي الرغبات والاندفاعات والميول من كل نوع.
وبالتالي سنحاول في هذا البحث توضيح مفهوم الإرادة لدى شوبنهاور لكي نزيل بعض الغموض الذي يرتبط بهذا الإشكال.
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back