د.ك3.5

نزهة مع نجيب محفوظ

في هذه الرواية تصحبنا بيرسا كوموتسي في جولة في شوارع القاهرة -التي عاشتها وقضت بها طفولتها وشبابها ودراستها الجامعية- عبر مسيرة حياتها في نزهة مع عملاق الأدب العربي نجيب محفوظ ، ليس فقط كقارئة له أو محبة لأعماله ولا حتى كشخص عرفه ولكن كمترجمة لأعماله وناقلة لفلسفته.

لسنا بصدد عمل روائي يحمل طابع السيرة الذاتية فحسب كونه يعتمد على أحداث واقعية وأشخاص حقيقيين، ولكنه عمل روائي يرصد الواقع المصري في سنوات شديدة الحساسية في تاريخ مصر المعاصر، عاشتها الكاتبة كمصرية يونانية ودرسات بالجامعية المصرية وتعتز بإزدواجيتها الثقافية كما سيرى القارئ. فيمكننا أن نعتبر أن نظرة بيرسا كوموتسي إلى الأحداث هي نظرة من الداخل والخارج معاً وتحمل الحب والحياد في الوقت نفسه كشاهد عيان وكباحث ومحلل أحياناً، وتعرض وجهة نظرها خالصة كما تعرضها عبر فكر كاتبنا الكبير الأستاذ أو المعلم الكبير كما تسميه.

جاء السرد في هذه الرواية صادقاً وبسيطاً وعميقاً دون أي فذلكة أو ادعاء من جانب الكاتبة فكان أشبه بشهادة من امرأة مصرية يونانية مثقفة لها وعي تشكل من حياتها في مصر ومن فلسفة نجيب محفوظ. ولا تنحصر روعة هذا السرد فقط في هذا ولا في معرفة الكاتبة بالواقع المصري وبالكاتب الكبير فحسب، ولكن رهافة التعامل مع التراث الشخصي والجمع وحساسية التناول من جانبها ومن خلال نجيب محفوظ وأعماله على التوازي إذ إن الكاتبة ربطت ببراعة هذا التراث الشخصي عبر مراحل حياتها بكاتبنا العظيم والذي تقول عنه الكاتبة : “تعلمت من أعماله الكثير، علمني الصبر والتسامح ووسع من مداركي وآفاقي الفكرية والروحية.”

هذا العمل الذي بين يديك غزيزي القارئ العربي هو موجه بالأساس إلى القارئ اليوناني الذي صار يعرف من هو نجيب محفوظ وأعماله وأفكاره، وكون هذه الرواية قد نجحت في سوق القراءة في اليونان وقبرص فيعتبر هذا سبباً كافياً للامتنان للكاتبة والمترجمة بيرسا كوموتسي ودعوة لنا نحن أبناء اللغة العربية أن نعيد قراءة واكتشاف قاماتنا الأدبية العظيمة.

هذا العمل عزيزي القارئ لا يعد فقط احتفاء بأدب نجيب محفوظ، إنه أيضاً احتفاء بمن كان سبباً في نقل أدبه وفكره إلى العالم اليوناني، الكاتبة والمترجمة بيرسا كوموتسي.

د.ك3.5

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top