د.ك5.0
أين المفر خولة حمدي.
كو
رواية “أين المفر” للدكتورة / خولة حمدي.
من الروايات التي تتميز أحداثها بالواقعية، الأحداث والأشخاص ومحاكاة الواقع من خلال عرض واحدة من ثورات الربيع العربي بل وأول ثورة قامت تنادي بالعدالة الاجتماعية وحقوق الشعوب والأمل، الثورة في تونس كانت الأولي في شمال افريقيا ومن ثم مصر وليبيا وسوريا، لعل جميعها لم تحقق أهدافها المنشودة وعاد المواطن يبحث عن يومه ويتحسر ويندم على الوضع الماصي، كنت أظن أن مصر وحدها من تعاني من الهجمات الارهابية على جيشها، ولكني اكتشفت أن البطلات في جميع البلاد، ومازال الجيش رمزًا قويًا في أعين الشعوب، أحلام الشباب والأمال.
على الجانب الآخر، شخصية ليلي والتجارب اللي عشتهاوخاصة تجارب د/ بورمان في ألمانية، بصراحة ده أكثر جزء عجبني في الرواية تناول التعلم عن طريق التجربة ومن ثم التحليل والمناقشة وصولا إلى تكوين الخبرات والعمل في ضوئها، التجربتين (تجربة إثارة الشائعات وتجربة مسابقة الشواء) كنوا بالنسبة لي أشبه بالواقع العربي.
الفكرة التي انتباتني من الرواية هي “السماح” يعني أفضل شئ أن نغفر ونسامح، وده ظهر مع تجارب فراس وإزاي الأنسان اللي بيحب وبيستنفذ كل طاقته في الحب ويبذل كل طاقته ووقته ومشاعره، ويكرس وقته ويوقف حياته علشان بس يشوف اللي بيحبه بخير، غد ايه الشخص ده بيأذي نفسه وبيأذي كمان الشخص اللي بيحبه لأنه بيعلمه الإنانية، الحب شعور متبادل، وعمره ما هيستمر لو مش متبادل، يمكن أوقات كتير بيبقي لازم ننعزل بعد تجارب الحب القاسية علشان نقدر نقييم إنفسنا، بالإضافة إلى أن الشخص ده عمره ما هيتحرر من مشاعره ويقدر يكمل غير لما يسامح، يسامح نفسه، ويسامح الماضي، ويمتلك الشجاع ويسامح الخص اللي كان بيحبه ، ويبدأ من جديد.
كمان فكرة القضاء والقدر وإن كل أقدار الله خير، يعني لولا الخدعة اللي عملتها حنان، لم تبقي ليلي على قيد الحياة، كل واحد منا يذهب إلى قد قدره، وكأن حياتنا مجموعة من الأقدار المنقوشة، وفي كل يوم نكشف النقاب عن جزء من هذه النقوش.
الرواية بصورة عامة جميلة وخاصة اللغة العربية، ده بقي الأسلوب الرائع للدكتورة خولة حمدي وكتابتها التي تتميز باللغة العربية الجميلة بعيدًا عن اللغة العامية.
شكرًا على الرواية الجميلة واستمتع بقرائتها.