د.ك6.0
إطلاق الروح البرية للمرأة كلاريسا بنكولا إيستيس
تك
كان عنوان رسالة الدكتوراة لكلاريسا بنكولا: “الحب هو الحقيقة الوحيدة وماعداه وهم، في مداواة الفقد وعلاج الصدمات النفسية وتبديد الاكتئاب”، وبالفعل تعمل كلاريسا بنكولا في “إطلاق الروح البرية للمرأة” على تأكيد قيمة الحب من خلال تحرير روح النساء واستلهامها لمريم العذراء كأيقونة نسوية عالمية تتكرر بآلاف الصور والتجليات وبكل الألوان في فلكلور مختلف الشعوب، وتحض كل النساء على بعث مريم وقدرتها على إفشاء الحب والسلام.
تنطلق كلاريسا من مفهوم إطلاق الروح للنساء إلى معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية من منظور التقديس النسوي الصوفي، ولأنها شاعرة، تتدفق صلواتها الشعرية التي ابتدعتها واستمدتها من الفلكلور الشعبي، تترنم بها في تقديس الروح النسوية التي تتجسد في آلاف المريمات التي تتجلى فيها المرأة، وتتغنى بتقديس الأمهات اللواتي تستمد منهن جذور سلالتها.
يتسم أسلوبها بالشاعرية الصوفية الرائقة، لكن ليس في إطار معزول عن الواقع الاجتماعي والسياسي للمرأة وصدمات الفقد والإجهاض والاضطهاد والتعتيم على جوهر المرأة ومقدساتها وجدارتها في صياغة مصير العالم، وحل مشكلات القمع والتسلط وحرية التعبير عن النفس، فليست المرأة هي المخلوق الوديع الساكن، بل هي قادرة على النقد والتحليل واتخاذ مواقف حياتها وقراراتها النابعة من روحها المتحررة المشبعة بالأيقونة النسوية المريمية متعددة الأوجه والتوجهات.
سوف تستمد القارئة لهذا الكتاب القوة والشجاعة لاستكمال رحلة الحياة، وتجد التعزية والمواساة عن كل فقد في الحياة وصدماتها، وتستمد من الروح المريمية العالمية طاقة حب هائلة تغمر العالم مع ملايين المريمات.
وتظل كلاريسا بنكولا في هذا الكتاب مثلما هي في “نساء يركضن مع الذئاب”، حارسة الحكايات القديمة، وتدعونا إلى إعلاء قدسية الأم وتذكر حكاياتها القديمة ومناهضة الدكتاتورية الأبوية، فالأم المقدسة هي التي عاشت خلال كل الحروب والغزوات والسخرة، تساند المرأة وتساعدها على استرجاع وعيها برسالتها في الحب والسلام ومعالجة الصدمات النفسية وإطلاق قوتها البرية من أجل دعم الإنسان في مواجهة قضاياه الأساسية.