د.ك6.0

اسمي أحمر عبد القادر عبد اللي

كو
لا تسألوني عن المتعة ، وتلك النظرات اللامعة التي تكشف نشوة الحصول على ما هو رائع !

رغم محبتي على الانكباب على الروايات ولكن في أغلب الأحيان تكون ساعات جلوسي معها على شكل فترات متقطعة ، ليس فقط لحاجتي للقيام بأمور أخرى ، ولكن أيضا حتى أنشط غدد الاستمتاع بالرواية بالابتعاد عنها قليلا بين الفينة و الأخرى

ولكن هذه الاستراتيجية البائسة لم أطبقها بل لم أستطع أن أطبقها مع رواية إسمي أحمر رغم طولها ، وكالعادة كنت قد تمسكت بها في الوقت الخطأ ، ألا وهو بداية الدراسة في الفصل الجديد ، أي الفصل الثالث في دراستي الجامعية

هذه الرواية شكلت أسلوب جديد جدا جدا جدا بالنسبة إلي ، لذلك فقد كنت مشدوهة وأبتسم وأستمتع وأركز

إنه لا يوجد أفضل من اجتماع كل تلك الأوضاع في جلسة مطولة للقراءة ، بقيت في ذاكرتي ومتفاعل معها عقلي طيلة ذلك الأسبوع ، بل أكثر ،، كنت مهوسة بالفصول التي تظهر فيها شكورة ، وكنت أشعر بلهفة خاصة مع حسن ، ماذا أفعل الغموض يلعب دوره ويتلاعب بأوراق الاهتمامات !

بالنسبة لقرة ، لا أنكر أنني أحببته ، ولكنه كان مكشوفا ، والتذكير المتكرر على شخصيته الطفولية والبريئة من الكاتب أضحكتني

زوج الخالة ، ولقلق ، وفراشة ، وزيتون ، وظريف أفندي ، فور تكراري لهذه الأسماء شعرت بنشوة باردة في منتصف صدري ، تذكرت تفاصيل الرواية التي عشت فيها وانتهيت منها منذ أكثر من شهر تقريبا

لا أعرف مالذي كان يمكن أن أكتبه لو أنني كتبت مراجعة فور انتهائي منها ، لأنني حينها كنت مشتعلة بها وفي غاية السعادة

بائعة الصرة ، النقاش عثمان ، الطفلان أورهان وشوكت

أعرف أن كل ما فعلته هو ذكر أسماء شخصيات ، ولكن كل اسم أذكره يتدفق على رأسي الكثير من المشاعر الخاصة التي تولدت لدي نحوه !

إلا أن هذه الخاتمة لا مجال لإستعمال هذا الأسلوب معها ، فالرواية تتحدث بشكل رئيسي عن فن النقش والرسم ، فهمت أن الرسم هو الذي كانت تبرز بخصوصه الإشكالية من وجهة نظر الدين ، زوج الخالة واثق بإيمانه ولا تدخل الشكوك في قلبه ولو قليلا فكرة مروقه عن دينه مهما تعمق في هذا الفن

هذه الثقة والإيمان المطلق لم يكن متوفرا لدى الجميع ، فهو يتناقص على شكل تدريجي ومتباين ، إذا وضعنا من يؤمن بإثم الرسم وحرمته على جانب ، سيتبقى الذين تراودهم الشكوك ، من الرسامين أو النقاشين ، حتى من الذين هم حول زوج الخالة ، بما فيهم ابنته شكورة

الحديث المطول عن فن النقش في هرات وتبريز ، ومقارنته بفن الإفرنج ، قد يكون مملا ولكنه يستمد متعته من الذوق الفني الذي يستعمله الكاتب خصوصا بما يتعلق بعمالقة النقش من العجم أي تبريز

وبعد رحلة من الشك الجديد في حوادث القتل المتكررة ” قتل ظريف أفندي ،، لأول مرة أشاهد وبوضوح مشهد قتل القتيل والمشي في جنازته رغم مرارة الحادثة إلا أنه أضحكني ،،ومن ثم قتل زوج الخالة ”

إن الشكوك التي تحدثت عنها لم يسلم منها حتى ذلك القاتل ، فهو قد قتل ظريف أفندي لأن ظريف ضد الرسم وأعتقد بأنه حرام ودفاعا على كتاب الخالة قام القاتل بقتل ظريف أفندي ، ولكن ذلك القاتل نفسه أجهز على زوج الخالة بحجة رؤية الرسم الأخير ،، ولكن من حوارهم يبدو جليا كم أن القاتل متخبط في الشك ، ، ورحلة البحث عن القاتل كان وقودها حلم قرة للظفر بمحبوبته شكورة ، وإذا بنا نرى لقرة إرادة كالجبال ودهاء مطلق وتكتيك في كسب الحلفاء لصفه ،انتهت تلك الرحلة بالتفكير المستمر في رأسي ، من يكون القاتل يا ترى ؟

تعمد الكاتب أن يجعل القراء يفكرون ويخمنون ويركزون في كل سطر لعلهم يكتشفون من ذلك هوية القاتل ، وخصوصا عندما يخبرنا أن القاتل هو من يتكلم الآن دون أن يذكر اسمه ! كانت لحظات ثمينة حقا !

وطريقة كشفه لنا كانت عظيمة جدا وغير معهودة ، كنت ظننته أحد الثلاثة المشتبه بهم ، وانغررت بذكائي بالاستنتاج وفق وصف وتحليل الشخصيات الثلاثة ولكن كان القاتل شخص آخر ، شخص شككت به ثم استبعدته وفقا لتحليل شخصيته ، شعرت ببعض الخيبة لأنني تمنيت الخروج منتصرة ، بصفتي كشفت قاتلا شديد المكر والذكاء !

د.ك6.0

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top