د.ك4.5
الأبطال؛ شهادة فيلسوف في حق نبي الإسلام وآخرين
دافع الكاتب والفيلسوف الاسكتلندى “توماس كارليل” عن الإسلام وعن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وهاجم الغرب بسبب هجومهم على الإسلام وافترائهم عليه ووصفه “بالعار” وذلك فى كتابه “البطولة وعبادة الأبطال”.
وجاء فى فقرات من كتابه: “لقد أصبح من العار على أى فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغى إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب وأن محمدًا مخادع مزور وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة”.
هذا ما يراه الكاتب والفيلسوف الاسكتلندى توماس كارليل، فى كتابه “البطولة وعبادة الأبطال، والذى ترجمه إلى العربية الكاتب محمد السباعى، والكتاب عبارة عن دراسة أدبية عن البطولة، اختار فيه “كارليل” نماذج تاريخية لتحليلها وعرضها وتوضيح مفاهيم البطولة، حيث ناقش ستة أوجه للبطولة، بدايةً من البطل فى صورة إله وكان “أدون” المعبود الأسطورى هو نموذجه، مرورًا بـ”البطل نبيا” وكان فى شخص النبى “محمد”، والبطل شاعرًا فى “دانتى” و”شكسبير”، بالإضافة إلى البطل راهبًا فى شخص “مارتن لوثر” زعيم الإصلاح الدينى، و”جون نوكس” زعيم المطهرين، والبطل كاتباً وأديباً فى شخصيات كل من “جونسون” و”روسو” و”برنز”، وأخيراً البطل فى صورة ملك فى شخص “كرومويل” و”نابليون بونابرت”.
“أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التى عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائتة أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأى أبداً” دافع “كارليل” عما كان يطلق على الإسلام والنبى محمد فى ذلك الوقت، حيث عرض الحقائق التاريخية والقراءات الحيادية والصادقة ودراسات سيرة الرسول، رافضًا بذلك الحكم المطلق والمتحيز الذى كان متبعًا دائمًا فى الغرب، من أن العرب ذوو طباع وحشية وقاسية نابعة من بيئتهم الصحراوية بالجزيرة العربية، ويتساءل توماس كارليل: “كيف يكون ذلك وكان هؤلاء العرب الذين تربوا فى الصحراء يعشقون القصائد الشعرية وكانوا هم مخترعوها، فكانت أسواقهم التجارية لا تخلو من الحلقات الشعرية التى تتسم بالجمال والبلاغة، فالصحراء كان لها تأثير الجمال والسحر فى نفوسهم والقوة والبأس والتأمل الذى جعل تدينهم وروحانياتهم أقوى صفاتهم، ولذلك يؤكد “كارليل” فى كتابه أهمية الدين فى حياة البشر وفى تشكيل تاريخهم وثقافتهم، فيقول إن التاريخ ما هو إلا الأفكار التى صاغت حياة الناس.
ومن هذا المنطلق فليس من المستغرب أن يكون النبى محمد عند المسلمين شخصية مقدسة، فهو حامل الرسالة الإلهية ومُبلغها، فكيف يكون ذلك كذبًا أو خداعًا.