د.ك18.0
الأحجار الكريمة وجواهر الدرر الثمينة محمد أمين الأسدي
كو
هذا الكتاب هو حصيلة تجربة مكتسبة، ومعرفة متوارئة، وسفر بين الكتب العربية والإسلاميَة القديمة التي تناولت الأحجار المعدنية والجواهر، وما من باحث فيها إلَا ويجد نفسه ملزماً أن يشير إلى ما توصل إليه الأوائل الأفذاذ عنها.
وبما أن للمعادن ىكمفردات خواص معينة تميزها عن غيرها باللون والصلاة والتركيب الكيمياوي والثقل النوعي، فقد أوجد لها إستخدامات تنسجم مع تطوره الإقتصادي والثقافي، وقد أحاط بالكثير منها بطقوس ومعتقدات على أنها تحمل قوى خارقة فوق إرادة البشر، فسادت في المجتمع ما زالت تلقى قبولاً عند الكثير كأنها حقائق إستمرت تتناقلها الأجيال. وأدركت أهم حقائقها وتوصلت إلى مكوناتها وتراكيبها من العناصر، فجردتها من الأساطير والأفكار الخيالية، وأكَدت على أهميتها كثروات طبيعية في باطن الأرض ذات قيمة إقتصادية. وما زال الكثير في مجتمعنا يعتقد ببعض الأحجار على أنها مصدر للرزق والمحبة ودفع السوء والخطر وطرد الجن. إن جميع الأحجار المعدنية المتخذة حلياً وزينة وجواهر لا تجلب نفعاً ولا تدفع سوءاً إلا بقدر راحة النفس منها لجمالها وبريقها وإشعاعاتها الملونة الساحرة وألوانها الجذابة.
ومن هذا الواقع صار هذا السَفر وهو خلاصىة تجربة خاصة تربو على أكثر من ربع قرن جمعت فيها خلاصة الأحجار المعدنية من خلال أقوال القدماء وما توصل إليه العلم الحديث، وجعلت بداية البحث باباً تمهيدياً عن المسبحة وأصولها التاريخية والمواد التي صنعت منها دخولاً إلى موضوع الكتاب.
والحق يقال لولا التجربة وطول المعاشرة للأحجار اما تمكنت من أن أجني ثمار هذا البحث، فإن إختلافاً طفيفاً جداً جداً في اللون يؤدي إلى تغير النوعية والإسم والقيمة زيادة ونقصاناً. وأول كتاب كتب عن الجواهر كان في بغداد ولم يكن ذلك إلا تعبيراً عن حالة موجودة تطلبت البحث فيها ورفع الجهالة عنها. وإنَ زيَنت الجواهر بغداد في العصر العباسي فهي جوهرة الدنيا ودرة زمانها دونها جميع الدرر، تجنعت فيها الجواهر وأصنافها فما من جوهر نفيس إلَا وجد في بغداد وهي عاصمة أكبر دولة عربية إسلاميَة ممتدة من بلاد الروم غرباً إلى تخوم الصين شرقاً، وما من جوهر نفيس وجد في أحد اقاليم الدولة العربية الإسلامية إلَا وكان طريقه إلى بغداد أن أسواقها كانت عامرة بالجواهر، وإذا ما قيل هناك جوهرة فريدة وجد أعظم منها في بغداد.