د.ك4.0
التوراة… هيروغليفية الأصل
“التوراة… هيروغليفية الأصل” هو بحث علمي تاريخي يكشف الباحث من خلاله عن الأصول الفرعونية للتوراة. يقول الباحث بأن الدرب الذي سلكه وانتهى به إلى هذه النتيجة، أي أن توراة موسى هي هيروغليفية الأصل وليست عبرية لم يسبقه إليها أحد من قبل، وتعتمد عدته في هذه المسيرة العلمية على دراسة ذات شعبتين إحداهما لغوية والأخرى لاهوتية. أما الدراسة اللغوية فتنبع من الإحاطة بلغات شعوب شبه الجزيرة العربية أو السامية حيث درج العلماء على تقسيم هذه اللغات إلى: شرقية؛ وهي الأكدية، أو كما يطلق عليها من قبل المسمارية أو البابلية الآشورية. وهي لغة القبائل العربية التي نزلت أرض ما بين النهرين. وهذه أقدم لغة عربية استطاعت أن تستكمل كيانها اللغوي. أما اللغات السامية الغربية فتنقسم إلى فرعين رئيسين: شمالي وهو: الكنعانية لغة القبائل العربية التي استوطنت شمال الجزيرة العربية وامتدت ممتلكاتها حتى بلغت شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكان ذلك حوالى الألف الثالث ق.م وهي تشتمل على عدد من اللهجات هي الموابية والفينيقية والعبرية. والآرامية لغة الأقوام العربية التي استوطنت بلاد العراق وقدر للغتها الانتشار حتى أصبحت لغة الشرق الأدنى. أما الفرع الثاني من اللغات السامية الشمالية الغربية فهو الفرع الجنوبي ويشمل العربية الشمالية والعربية الجنوبية والجعزية أو الحبشية أما اللغة العبرية التي تعني الباحث في مجال بحثه هذا، فلم تعرف بهذا الاسم في التوراة أو الأنبياء أو الكتب بل جاءت تحت اسم الكنعانية أو اليهودية وزعم العبريون أن لغتهم هي لغة التوراة واللغة التي كلم الله بها موسى.
وهنا يقول الباحث بأنه وإذا كان الأمر كما يعتقد الكثيرون من الإسرائيليين وغيرهم من أبناء الممل الأخرى وجب أن يكون سيدنا موسى عليه السلام قد عاصر اللغة العبرية وتعلمها واتقنها. والباحث وللتفصيل هذه المسألة التي اعتبرها مسألة خلاف يرجع إلى اللغة العبرية؛ مؤرخاً ظهورها. ومن ثنايا التوراة يتبين بأن الإسرائيليين كانوا قبل العبرية التي اقتبسوها من الكنعانيين بعد تسللهم إلى أرضهم على يد يوشع بن نون فتى موسى والذي تولى قيادة الإسرائيليين بعد وفاته واختلاطهم بالكنعانيين ومضى فترة كافية من الزمن لخلق اللغة الجديدة، أي العبرية، والتي هي خليط من الآرامية والكنعانية وكثير من اللغات الأخرى، سامية وغير سامية، وبرأي الباحث بأنه لن يرجع تاريخ ظهور العبرية إلى ما قبل عام 1100ق.م. وهو يرى بأن اللغة العبرية هي اللغة السامية الوحيدة التي لم تولد أو تلازم الناطقين بها منذ ظهورهم في التاريخ، والإسرائيليون أنفسهم لم يعرفوا باسم العبريين كشعب ولم يتكلموا العبرية إلا بعد استيطانهم كنعان ومخالطتهم الكنعانيين؛ أما قبل ذلك فقد كانوا يتكلمون لغة الشعوب المضيفة لهم. وبناءً على ذلك فإن الإسرائيليين في مصر كانوا ولا شك يتكلمون المصرية شانهم شأن غيرهم من الأقوام التي عاشت في كنف المصريين. ويقول الباحث بأنه وإذا علمنا أن موسى ولد في مصر ونشأ في مصر وتثقف ثقافة مصرية في مختلف الوظائف العسكرية حتى أصبح كما يحدثنا المؤرخ اليهودي “يوسيفوس فلافيوس” ضابطاً في الجيش المصري، ولم يخرج مع من خرجوا إلى سيناء والتي كانت وقتذاك إقليماً مصرياً إلا ليواصل حياته المصرية بعيداً عن استبداد الفرعون. ولم ير موسى فلسطين وتوفي قبل أن تظهر العبرية إلى الوجود بأكثر من قرن، وبناء على ذلك يرى الباحث بأن لغة موسى عليه السلام كانت ولا شك اللغة المصرية القديمة. وإذا تركنا اللغة إلى الشطر الثاني إلى العقيد أو إلى الدراسة اللاهوتية، مما استند إليها الباحث في بحثه في الأصول التوراتية التي انتهى إلى كونها أصول فرعونية؛ أي أنها هيروغليفية الأصل، وجد أن “يهوه” الإله المصري يتجلى له ويكلمه في سيناء المصرية ولا شك في أن لغة المتخاطبين كانت المصرية القديمة وليست العبرية التي لم تكن قد ظهرت بعد: ويتابع الباحث دراسته هذه بالعودة إلى التوراة، محللاً ومنقباً في العهد القديم في أسفاره عن أنهم النقاط التي يبين له من خلالها ما يجعله يطلع بتلك النتيجة التي ذكر أنه لم يسبق قبله أحد إليها وهي أن التوراة إنما هي هيروغليفية الأصل وذلك بناء على مراجع لغوية ولاهوتية على حدٍّ سواء.