د.ك6.5

الجزيرة العربية والتوراة جيمس آلن مونتغمري

تك
لا تَزَالُ الدراسات التوراتيَّة تَحْظَى باهتمامٍ خاصٍّ بَيْن المثقَّفين والقرَّاء بصورةٍ عامَّةٍ، والباحثين والمؤرِّخين بصورةٍ خاصَّة، وَلَا سيَّما إذَا اِرْتبَطْت بِأَصْل التَّوْرَاة وجذورها. ويمثِّل الْكِتَابُ الْحَالِيُّ الجَّزيرة العربيَّة وَالتّوْرَاة لمؤلِّفه البروفسور الأميركيِّ جِيمس أَلِن مونتغمري إحدى تِلْكَ الدراسات الرائدة فِي هَذَا الْمَجَال التي تمثِّل أوَّل محاولةٍ علميَّةٍ جادَّة لِرَبْط أُصُول التَّوْرَاة وَشِعْب بَنِي إسْرَائِيلَ بِالْجَزِيرَة العربيَّة.

وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ مُضِيِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِيَةِ عُقُودٍ وَنِصْف الْعَقْدِ عَلَى صُدُورِ الْكِتَاب، إلَّا أنَّ الْحَاجَةِ إلَى تَرْجَمَتِه وَمَعْرِفَةِ مَا وَرَدَ فِيهِ لَا تَزَالُ قائمةً، ولاسيَّما فِي ظلِّ تَزَايُد النِّقاش بِشَأْنِ الدراساتِ الْأَخِيرَةِ الَّتِي نَسِبَت التوراةَ إلَى الْجَزِيرَة العربيَّة وَاعْتِقَاد الْكَثِيرِ مِنْ الْبَاحِثِين أنَّها صَاحِبِةَ السَّبقِ فِي رَبْط أُصُولِ التَّوْرَاة وَبَنِي إسْرَائِيلَ بِالْجَزِيرَة العربيَّة، وَأَعْنِي بِذَلِك دراسَتَيْ كَمَال صَلِيبِي التَّوْرَاة جَاءَتْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ (1987م)، ومحمَّد مَنْصُور الحَدِيثَة جدًّا التَّوْرَاة الحجازيَّة: تَارِيخ الْجَزِيرَة الْمَكْنُوز (2020م). وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أنَّ الدراستين الْأَخِيرَتَيْن تناولتا الْمَوْضُوعِ مِنْ زَوَايَا مختلفةٍ، إلَّا أنَّ أهميَّة هَذَا الْكِتَابِ تَكْمُن فِي كَوْنِ مؤلِّفه أوَّل مِن سلَّط الضَّوْءُ عَلَى هَذَا الْمَوْضُوعُ فِي وقتٍ كَانَت مُعْظَم الدراساتِ التوراتيَّةِ تعزو أَصْل التَّوْرَاة إلَى مِصْر أَو بابل . فَالْكِتَاب الْحَالِيُّ دعوةٌ لِلنَّظَرِ إلَى منطقةٍ حضاريَّةٍ أُخْرَى يَرَى المؤلِّف أنَّ التَّوْرَاة اِنْبَثَقَت مِنْهَا، إنَّها الْجَزِيرَة العربيَّة وَالجَنُوب الْعَرَبِيّ.

يمثِّل الْكِتَاب الْحَالِيّ محاولةً جديدةً فِي حِينِهِ لِلنَّظَرِ فِي أَصْلِ التَّوْرَاة لَا استنادًا إلَى نصوصها فَحَسْب، بَلْ إلَى الأدلَّة وَالنُّصُوص الأثريَّة الْمُعَاصِرَة لَهَا كَذَلِكَ؛ وَهِي محاولةٌ عسيرةٌ تتبَّع فِيهَا المؤلِّف أدلَّته على وُفْقِ مَنْهَجٍ علميٍّ رَصِينٍ مَبْنِيٍّ عَلَى اسْتِقْرَاءٍ دَقِيقٍ لِنُصُوصِ التَّوْرَاة وَالْأَدِلَّةِ الأَثَرِيَّةِ الْمُرْتَبِطَة بِهَا. وَلَعَلَّ لنشأته وَدِرَاسَتِه الأكَادِيمِيَّة أَثَرٌ كَبِيرٌ فِي ذَلِكَ.

تَقُوم الفِكْرَة الأسَاسِيَّة لِلْكِتَاب الْحَالِيِّ عَلَى دُور الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ فِي ثَقَافَةِ إسْرَائِيلَ وفكرها الدِّينِيِّ؛ وَهِي الْمُهِمَّةُ الَّتِي جَمَعَ الْمُؤَلِّف أَدِلَّتَه لِأَجْل تَوْضِيحِها لَا مِنْ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ فَحَسبْ، بَلْ مِنْ مَصَادِرَ أثَرِيَّةٍ أُخْرَى كذلك، ليُظهر قُوَّة الِارْتِبَاط بَيْن فِلَسْطِين وحضارةِ الصَّحْرَاءِ فِي الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ حَتَّى الْوَقْتِ الْحَاضِرِ، وَيُؤَكِّد أَنَّ الْفَهْمَ الشَّامِلَ لِلْعَقْلِ الْعِبْرِيِّ أَمَر مُسْتَحِيلٌ مَا لَمْ يَتِمَّ التَّعَرُّف عَلَى ثَّقَافَة الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ الْمُتَنَوِّعَة الَّتِي تُرِكَتْ أثرًا عميقًا فِيهَا. وَيَنْقَسِم الْكِتَابِ عَلَى تَمْهِيدٍ وَثَمَانِيَة فُصُولٍ وفهارس وَقَائِمَةٍ بالإشارات إلَى الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ.

د.ك6.5

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top