د.ك3.5
العقل والحرية عبد الكريم سروش
يقدم لنا د.”عبد الكريم سروش” من إيران كتابه المثير للجدل “العقل والحرية” يعد الدكتور سروش من طليعة المجددين في الفكر الإسلامي، ومن رواد الإصلاح أيضاً. يطرح نظريته العلمية في إطار التحول الذي طرأ على المعرفة، فبرأيه كما أن معرفة الإنسان بشؤون دنياه قابلة للتغيير، فإن معرفته بشؤون دنيه تتغير أيضاً.
أما إذا أردنا التعرف على نظريته في الدين ورأيه في المذاهب الإسلامية فإنه يلخصها ببضعة سطور يقول فيها: “لا التشيع هو الإسلام الخالص، ولا التسنن، ولا الأشعرية هي الحق المطلق، ولا الاعتزال، لا الفقه المالكي، ولا الفقه الجعفري، ولا تفسير الفخر الرازي ولا تفسير الطباطبائي، لا الزيدية، ولا الوهابية، لا كافة المسلمين في معرفة الله وعبادته عارون وخالون من الشرك، ولا قاطبة المسيحيين إدراكهم الديني خال منه، كلا، بل لقد ملأت الدنيا الهويات غير الخالصة، فلم يتربع الحق في جهة من الجهات دون جهة أخرى لتكون باطلاً محضاً، وعندما نذعن لهذا الأمر فسوف يتسنى لنا هضم الكثيرة بشكل أفضل”.
يحتوي كتابه “العقل والحرية” على ستة مقولات هامة تبحث في قضايا تتصل بالعلانية والحرية والدين والنبوة، ففي “المقالة الأولى” يسلط الضوء على مقولتين “العقل والحرية” يبحث فيها بالموانع التي توضع في طريق الانفتاح على الحرية باسم الدين والتدنين بتوهم أن الحرية تتنافى مع الالتزام الديني، أو أن العقل البشري قاصر عن إدراك ملامحات الأحكام الشرعية.
أما المقالة الثانية فتبحث في طبيعة العلاقة والنسبة بين العلم والدين في مجال النزاع بين قضايا الدين ومعطيات الحضارة البشرية وما استجد من متغيرات في منظومة القيم والمفاهيم الجديدة، ويجيب على أسئلة تتصل بالهوية الدينية ومقولة العلمانية ويتعرض لبحث المتصوفة في مقولاتهم الثلاث: الشريعة والطريقة والحقيقة.
وينطلق في المقالة الثالثة لبيان دور النبي في حركة الحياة والمجتمع البشري، وأن الإيمان بالنبي هو ضرورة لا في دائرة القيم والمعارف الدينية بل في تفسير التجربة الدينية للإنسان المؤمن؟ وهنا فالنجاة والسعادة لا تتيسران إلا من خلال الإيمان بالنبي والسير على هداه، وتكون ممارسة الشعائر من أجل تقوية وترشيد التجربة الدينية، في وجدان الأفراد.