د.ك5.0

القديسة بغداد عمار الثوينى

كو
لم يدر طارق، العائد من إجازته من العراق برفقة زوجته وإبنتيه وهو مبهوض بحال اليأس الذي تلمسه في كل مفاصل الحياة هناك، بأن توقف رحلة الطائرة في أسطنبول لليلتين بسبب الثلوج سيجيش ذكريات الماضي كله. دفتر قديم فئة ٣٠ ورقة مع ثلاث صور ألقمته إبنة أخيه في حقيبته كان كافياً ليستذكر أعز أصدقائه الذين رحلوا، ليستحضر الذكريات الجميلة والمؤلمة التي جايلها معهم بدءاً من حرب إيران ومن ثم حرب تحرير الكويت فرحلة الهجرة شطر الأردن ومن ثم السويد مروراً بتغير النظام وزيارته المتكررة.
هي ليست قصص الأصدقاء الثلاثة التي استحضرها طارق، بل أحلام ثلاثة وُأدت وهي في مهدها: الأول أن يغدو حارس مرمى لفريق العراق فقضت عليه حرب إيران، والثاني تأسيس دار نشر في بغداد الجميلة بعد تخرجه من قسم الترجمة بالجامعة المستنصرية لتجهز عليه حرب تحرير الكويت، والحلم الثالث تأسيس شركة للعلاقات العامة في بغداد تكون فرعاً للعديد من الشركات العالمية بعد تغير النظام. ولكن ما لمسه في ١٣ عاماً بعد تبوء سياسي الصدفة سدة الحكم قد أعاد العراق ثلاثة عشر قرناً إلى الوراء.
رواية “القديسة بغداد” كتبت بلغة طافحة بالمشاعر الانسانية المرهفة والأحاسيس الشفيف تجاه الوطن وبغداد التي لا يرى طارق مدينة أجمل منها في الكون رغم كل المصائب التي حلت بها. الأحداث العديدة الشيقة، المونولوجات والحوارات والرسائل التي كتبها طارق إلى أخيه في الفصل الأخيرة تؤشر لأزمة خطيرة عصفت بالعراق والعراقيين منذ زمن بعيد: اندثار الانسانية التي هي لب كل المشاكل والصراعات والأزمات. ومع ذلك فثمة أمل في خاتمة المطاف، وضوء في نهاية النفق لأن العراقيين يملكون من الخصال الطيبة ما لا يتحلى بها غيرهم، يضحكون وهم في قمة المآسي، يعشقون الحياة ولا يفكرون إلا بها حتى عندما يكون خطر الموت مطوقاً بهم من كل جانب.

د.ك5.0

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top