د.ك3.0
اللغة والإنسان
عن الكتاب: “اللغة والإنسان” للكاتب والفيلسوف السويسري- الألماني ماكس بيكارد 1888-1965، هو الكتاب الثاني من سلسلة روائع بيكارد الفلسفية والأدبية، التي أقوم بترجمتها، بعد الكتاب الأول “عالم الصمت” والذي صدرت ترجمته الكاملة عن دار الرافدين في بيروت وبغداد.وقد صدر الكتاب في أكثر من 19 طبعة، وبلغات متعددة، بين الأعوام 1953- 2019. ورغم ترجمة أعمال بيكارد إلى معظم لغات العالم، فإن القاريء العربي يكاد يجهل تماماً هذا الفيسلوف والكاتب اللاهوتي المهم الذي أُطلق عليه اسم «ضمير أوروبا»، والذي تشغل أفكاره مكانة مهمة في الفلسفة و اللاهوت المعاصر، ناهيك عن الأدب، والتي جعلت كلاً من الروائي هيرمان هيسه والشاعر ريلكه من بين أشد المتحمّسين لكتاباته. تنبع أهمية فكر بيكارد من تميّز وطرافة الموضوعات التي عالجها، والقضايا الحسّاسة التي شرع بها منذ العام 1919. وقد تنوعت معالجاته و تراوحت بين الأدب، الفلسفة، اللاهوت، والفن. تتمحور الأفكار الرئيسية في أعمال بيكارد حول وقوف الإنسان بين طرفي معادلة شاقة؛» مسؤولية محتومة وإمكانية أن يختار”. وانطلاقاً من ذلك، فقد أعتبر كلّ ما لحق بالبشرية من مآسٍ تالية نتيجة منطقية لانعدام التوازن بين طرفي هذه المعادلة، وبسبب غياب الإنسجام، سواء في العالم الخارجي الذي يعيش فيه الإنسان أو عالمه الداخلي، ولهذا يعيش الإنسان في العصر الحديث، بحسب تصوره، حالة تشرذم وهروب جماعي دائم. إذا كان كتاب “عالم الصمت” قد ركز على فكرة الصمت وعلاقته بالإنسان، وكيف أن هذه العلاقة تتأثر بطبيعة الصمت ومداه وعمقه ومجالاته، فإن كتاب “اللغة والإنسان” يتعلق بالكلمة وأهميتها في وجود الإنسان وعلاقتها بثيمات مختلفة تشكل مركزا مهما في حياة الإنسان و حياته الروحية والمادية، وكيف تتغير قيمة وأهمية تلك الثيمات بتغير هذه العلاقة وطبيعتها مع الكلمة واللغة. ومن بين هذه الموضوعات التي تناولها الكتاب؛ “اللغة والصوت، اللغة وعالم الكائن النقي، معنى اللغة، الزمن والمكان واللغة ، اللغة والشعر”. وتهدف إلى التأكيد على روحانية الكلمة، باعتبارها مبدأ الخلق والوجود. فالكلمة، واللغة بشكل عام، معطاة للإنسان مسبقا، إنها هدية له، و يتوقف عليه امّا العبث بهذه الهدية أو صيانتها وتطويرها بما فيه فائدته وسعادته، حسب تصور الفيسلوف ماكس بيكارد.