د.ك10.0
المراهق 1/2 دوستويفسكي
يستخدم الكاتب الشاب آركادي دولغوروكي كبطلًا للرواية ، وهو فتى مراهق يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا ، وهو الذي يقوم بسرد أحداث الرواية على لسانه ، حيث بدأ آركادي حديثه بقوله أنه ابن غير شرعي قد أنجبته خادمة من السيد فيرسيلوف مالك الأراضى ، والذي لم يعترف به كابن على الإطلاق ، بل إنه كان يعامله أسوأ معاملة ، حيث كان يحتقره دائمًا .
حصل آركادي على تعويض عن تلك المعاملة السيئة من أبيه بالتبني ، حيث تبناه أحد الأشخاص ومنحه اسمه ، وكان هذا الأب بالتبني رجل بستاني بسيط ، وقد أوضح آركادي أنه دخل مدرسة فرنسية راقية ، كما حصل على الاهتمام والرعاية الاجتماعية في تلك الفترة بفضل أبيه الحقيقي الذي لم يعترف به ، ولكنه لم يعرف السبب وراء ذلك .
كان زملاء الدراسة يعاملون آركادي باحتقار ، حيث أنه سرعان ما انكشف أمر دناءته ، ولكن هذا الأمر لم يؤثر بكثير من السلبية عليه ، حيث أنه بدا شخصًا طموحًا ولديه قدر كبير من الإرادة ، فكان يحلم بأن يحقق الثراء والمكانة الاجتماعية المرموقة التي تزيد عن أي شخص يعرفه .
بدأ آركادي بالادخار حتى عن طريق العزوف عن الطعام ، وذلك من أجل أن يصل إلى الثراء الذي يطمح للوصول إليه ، حتى أصبح في داخله صراعًا حادًا بين طموحه ورغبته في الثراء وبين اطلاعه على الحقيقة التي تقول أنه لن يحدث إلا بالادخار والبعد عن كل ما تهواه النفس ، لدرجة الابتعاد عن لعب القمار ، ولكنه قد يبدو مبذرًا في سبيل الذين يحيطون به .
وقع آركادي في عشق امرأة تبين أنها معشوقة لأبيه ، ثم تمكن فيما بعد من الحصول على شبه وثيقة إذا كُشف أمرها يتم افتضاح أمر الأب مع تلك المرأة ، وهو ما يجعل آركادي يقوم بالتفكير في الخطط والمناورات من أجل ابتزاز أبيه ليحصل هو على المرأة ، ولكن ذلك الأمر كان يجعله يزيد من إنفاقه للمال ، وهو ما يوقعه تحت وطأة الديون والدائنين .
وكان أحد الذين استدان منهم آركادي عشيقًا لأخته من والده ، فبدأ يشعر وكأنه في حبس يُطبق على صدره ، غير أنه كان يحاول دائمًا الاستفادة من كل المواقف ، وكان يحاول التمكن من تدوير كل الزوايا لصالحه شريطة ألا يؤذي أحدًا بما فيهم والده وأهله .
تحولت حياة البطل المراهق إلى صراع داخلي في ذهنه وروحه ، حتى ينتهي به المطاف إلى نوع من الانغلاق على الذات ، حيث حاول أن يُقنع نفسه أن من حقه فعل كل ما يفعله ، حتى غرق آركادي في الأنانية التي جعلته يعاني كثيرًا ، حتى نقلته تلك المعاناة إلى الخلاص المسيحي الذي شعر معه بالسعادة في نهاية الأمر .