النفس الزكية لـ محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب

كو
يَدرُسُ كتابُ مُحمَّد النَّفس الزكيَّة وكتابه في السِّيَر ثلاثَ مسائلَ رئيسة في التاريخ الثقافيَّ السياسيَّ الإسلاميَّ الأوَّلِ: ظُهور النوع التأليفيَّ الفقهيَّ المعروف بالسَّيَر في قضايا الحَرب والسِّلم، وظُهور التأليف في المعارضينَ السياسيَّينَ ( = البُغاة) وأحكام التعاملِ معهم؛ وتَغَيُّر النَّظَرِ إلى فلسفةِ الحُكمِ وشرعيَّتِهِ من الشُّورى والعَدلِ إلى حَقَّ القَرابةِ.
وينطلقُ الكتابُ، الذي عَمِلْتُ عليه على نَحوٍ متقطَّع نَحوَ ثلاثينَ عاماً، من اكتشافِ وجَمعِ نصٍّ وَضَعَهُ في عشرينيّاتِ القرنِ الثاني الهجريَّ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بن الحَسَن بنِ الحَسَنِ بن عليِّ بن أبي طالبِ الثائرُ على أبي جعفرِ المنصور عامَ 145هـ / 762م باسم السِّيرَ (في الحَربِ والسِّلم وآثارِهِما، وفي التعامِل مع الثائرينَ المسلَّحين على السُّلطةِ).
وهكذا، يَعرَضُ الفصلُ الأولُ لشخصيَّةَ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ وظُروفَ دَعوتِهِ وثورته ومَهدِيَّته، وفي الفصلينِ الثاني والثالثِ دراسةٌ لِكُتُب السَّيَر التي ازدهرَ التأليفُ فيها في القرنِ الثاني الهجريَّ، واستظهارٌ (بعكسِ السائدِ بينَ الدارسينَ) لِكَونِ سِيَرِ الشَّيبانيَّ آخِرَ كُتُبِ السَّيَرِ لا أَوَّلها، وتَرجيحٌ لأوَّليَّةِ كتاب النَّفسِ الزكيَّة، وبحثٌ في دلالاتِ التأليف في السَّيَر على طبيعةِ الدولةِ الإسلاميَّةِ الأولى، ودلالاتِ فُصول البُغاة في كُتُب الفِقهِ الأولى على رؤى الفقهاءِ في التعاملِ مع المُعارضة المُسلَّحةِ وغير المُسلَحةِ، ثُمَّ تأتي دراسةٌ لرسائلِ النَّفسِ الزكيَّة في الدَّعوةِ لِنَفسِهِ ولتلكَ المُتَبادلَةِ مع المنصورِ العباسيِّ وما تُظهِرُهُ من تَغَيُّرِ في النَّظرِ إلى أُصولِ الشرعيَّة.
وفي الفصلَين الأخيرَينِ من الكتابِ أَنشُرُ، استناداً إلى المخطوطاتِ الفقهيَّة، الشَّذَراتِ التي جَمَعْتُها من كِتابِ السَّيَر للنَّفسِ الزكيَّةِ، وكذلك أُعيدُ تَحقيقَ رسائِلِهِ ونَشرَها استِناداً إلى سائرِ المصادرِ التاريخيَّةِ والأدبيَّةِ.