د.ك4.5
النمل برنار فيربير
تك
يقترح برنار فيربير في أعماله نوعاً جديداً من الكتابة الأدبية يدعوها “الخيال الفلسفي”، والتي هي مزيج من الخيال العلميّ والفلسفة والمعتقدات الروحيّة، وعمله في ثلاثية (النمّل)، والتي تشكل هذه الرواية كتابها الأول تنتمي إلى المتخيل الغرائبي من دون ان تنقطع عن عالم الواقع، لا بل أن بعض الوقائع على غرابتها يمكن أن تترجم إلى لغة العلم أو ما يُعرف بـ “المعرفة المطلقة”، أو كما يقول بوذا يلزم العديد من الحيوات لتكتمل الروح…” ما يعني أن الرواية تكتسب طابعاً روحانياً، فضلاً عن تأرجحها بين الواقع والخيال. وفي الرواية، يُطرد جوناثان من عمله في شركة الأقفال في فرنسا، وينتقل للإقامة بعد يومين إلى شقة تحت الأرض في شارع السيباريت مع زوجته لوسي، وابنهما نيكولا وكلبهم “ورزازات” كان هذا المنزل إرث العم إدمون فرصة تفوق كلّ توقع بالنسبة إلى جوناثان العاطل عن العمل… بعد فترة يذهب جوناثان إلى جدته يريد معرفة شيئاً عن “أدمون” الذي ترك له هذه الشقة بأسرارها العجيبة، فأخبرته بأنه كان شخصاً غريب الأطوار، منذ طفولته، يتفحص كل شيء يقع في يده، وكان مولعاً ببناء الأوكار والمخابئ لنفسه، يبنيها من الأغطية والمظلات داخل علية المنزل وعندما كبر كان يتصرف كالمجنون أو “خارج المتعارف عليه” وعندما كان يُسأل لماذا؟ يجيب: “يلزم التفكير على نحو مختلف، إذا فكرنا بالطريقة التي اعتدنا على التفكير بها لن نصل إلى شيء”. وكان له من العمر أحد عشر عاماً عندما كانت تخرج منه هذه الأفكار، ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره عن أهله، ليتبين لاحقاً أنه أنهى الدكتوراه بألمعية، وأنه عمل لصالح شركة منتجات غذائية، ثم تركها ليغادر إلى أفريقيا، وبعد عودته… قضت على حياته (الزنابير) كان يسير في الغابة بمفرده، ودفع سهواً حشداً من الزنابير، فسارعوا جميعاً بالقضاء عليه… لكن الشيء الهام بالنسبة إلى جوناثان الباحث عن الحقيقة أن “أدمون” ترك له بعد مماته ظرف أبيض مكتوب عليه بخط محموم: “إلى جوناثان ويلز”: (إياك والنزول إلى القبو)؟ تُرى لماذا حذره أدمون من النزول إلى القبو.. فهل تنتظره جيوش النمل في القبو؛ أم أنه سيكتشف عالماً آخر تحت الأرض لا يعرف عنه شيئاً؟؟… وعليه، تكون “النمل” رواية فريدة في موضوعها، تتقاسم البطولة فيها الناس والحشرات في آن معاً، ولكن لأيهما ستكون الغلبة؟. نبذة الناشر: منذ عمر السادسة عشرة، ولج برنار فيربير (المولود سنة 1961 في مدينة تولوز) عالم الأدب. فكتب قصصاً قصيرة، وسيناريوهات، ومسرحيّات. وبعد أن أنهى دراسته في علم الجريمة والصحافة، عمل محرّراً في الصحافة العلميّة. أصدر سنة 1991 روايته الأولى (النمل) التي حظيت بنجاح منقطع النظير، وهو لم يتجاوز بعد الثلاثين من عمره. يقترح برنار فيربير في أعماله نوعاً جديداً من الكتابة الأدبيّة يدعوها “الخيال الفلسفيّ”، والتي هي مزيج من الخيال العلميّ والفلسفة والمعتقدات الروحيّة. يصبو فيربير إلى فهم مكانة الإنسان داخل هذا الكون عبر وجهات نظر، متعدّدة وغريبة، خارجة عنه: حيوانات، أشجار، آلهة قديمة، وحتّى سكّان محتملون من خارج الكوكب. تستقبل أعمال برنار فيربير بحفاوة ليس في فرنسا فحسب، وإنّما في العالم. غير أنّ ثلاثيةّ النمل -والتي تشكّل هذه الرواية كتابها الأوّل، إذ لحقها يوم النمل 1992، وثورة النمل 1996 -تبقى هي الجوهرة في تاجه الإبداعي، والسمة التي منحت تجربته النكهة الفريدة التي اختصّ بها، وألهمت كتّاباً آخرين.