د.ك6.0
ايران والمجتمع الدولي تريتا بارزي
جل
يطرح هذا الكتاب قضية راهنة، وهي خيارات واشنطن بخصوص إيران فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فهل ستكون سياسة مواجهة، أم احتواء وخاصة بعد التحولات التي تشهدها المنطقة العربية في أعقاب ثورات الربيع العربي. وعليه يتمحور هذا الكتاب حول السياسة الخارجية، وتحديداً حول كيفية تعامل إدارة أوباما مع التحديات العديدة للدبلوماسية مع إيران. فهو يهدف أولاً وقبل كل شيء إلى توثيق الأحداث كما وقعت. ثانياً، يوضح الكتاب سبب عدم توصل المحادثات إلى النتائج المرجوة، وسبب عدم دوام السعي وراء الدبلوماسية طويلاً. كما يحلل قرارات الحكومتين والأسباب الكامنة وراء تلك القرارات، فضلاً عن عوامل أخرى تشوِّه أو تؤثر بطرق أخرى على عملية صنع القرار، كنقص المعلومات، وانعدام الثقة بنوايا الطرف الآخر، والقيود الداخلية التي تكبِّل قدرة الحكومتين على المناورة في السياسة الخارجية. ترتيا بارزي هو خبير في السياسة الخارجية في شؤون الشرق الأوسط، يملك خبرة واسعة مع الكابيتول هيل والأمم المتحدة، وقد أجرى مقابلات مع 70 مسؤولاً رفيع المستوى من الولايات المتحدة وإيران وأوروبا، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية، وتركيا والبرازيل، بمن فيهم أبرز المفاوضين الأميركيين والإيرانيين، من أجل إعداد هذا الكتاب، حيث يكشف القصة التي لم تكن معروفة سابقاً حول المفاوضات الأميركية – الإيرانية خلال السنوات الأولى من رئاسة أوباما، والحسابات الكامنة وراء التعامل بين الدولتين، والأسباب الحقيقية للمأزق الحالي. وخلافاً للرأي السائد، يؤكد بارزي أن الدبلوماسية لم تُستنفذ بالكامل. ولأسباب عدة، فإن دبلوماسية أوباما تحوّلت في النهاية إلى رمية نرد واحدة، إما أن تعطي ثمارها على الفور، أو تفشل تماماً. ولكن في الواقع، إن الصبر والمثابرة هما سرّ نجاح أي مفاوضات لكن لا إيران ولا الولايات المتحدة تتحلّيان بهاتين الصفتين. يبدأ الكتاب بمعالجة الحقائق الجيوسياسية التي دفعت إدارة أوباما إلى اتباع الخيار الذي تجنّبته إدارة بوش لثماني سنوات: الدبلوماسية المباشرة مع إيران. ويتناول الفصل الثاني العقبات السياسية العديدة التي واجهتها سياسة إدارة أوباما الدبلوماسية من قِبل بعض حلفائها. ويُظهر الصعوبة التي اعترضت تحولاً سياسياً بهذا الحجم في الداخل والخارج على السواء. أما الفصل الثالث، فتناول ردّ الفعل الإيراني على فوز أوباما في الانتخابات والمخاوف والآمال الإيرانية بشأن ما يمكن أن تحمله مقاربة أوباما الجديدة. ويذهب الفصل الرابع إلى مزيد من التفاصيل حول كيفية وضع إدارة أوباما لسياستها الجديدة مع إيران عندما تولّت السلطة، ويتبعه فصل عن صِدام الولايات المتحدة وإسرائيل نتيجة للدبلوماسية مع إيران. وفي الفصل السادس، يعالج المؤلف الانتخابات الإيرانية، وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة الإيرانية والشلل الناتج عنها داخل النخبة السياسية الإيرانية، وكيف أثّرت هذه الظروف على رغبة أوباما وقدرته على مواصلة الجهود الدبلوماسية. يتناول الفصل السابع التوترات بين العقوبات والدبلوماسية في ما يسمّى سياسة المسار المزدوج التي تبنتها حكومة أوباما، يتبعه فصل يعيد سرد تفاصيل فشل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في أكتوبر 2009. ويتناول الفصل التاسع تحوُّل إدارة أوباما نحو المسار التأديبي والدبلوماسية المحيطة بالسعي لفرض العقوبات في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، يتلوه فصل يشرح تفاصيل الوساطة البرازيلية والتركية والمفاوضات الناجحة مع إيران، وسبب رفض واشنطن لتدخلهما. أخيراً، يحلِّل الفصلان الأخيران سبب عجز الدبلوماسية وسبب التخلي عنها بسرعة.