د.ك4.5

بوذا الضواحي حنيف قريشي

انفتح الباب الأمامي، كان والد هلن، رجل ضخم أسود اللحية، ضخم الذراعين… وعندما شحب وجهي، ولكن من الواضح ليس بما فيه الكفاية لأن “ذي الظهر المشعر” أطلق الكلب الذي كان يمسك به باتجاهي، وهو كلب ضخم من نوع “دان”، انطلق بمهمة نحوي، فاغراً من كمغارة، بدا لي كما لو أن ثلماً قد قطع من دماغه ليشكل منه أصغر الأسنان، المضمخ باللعاب. رفعت ذراعي أمامي بحيث لا يبتر الكلب إحدى يدي، ولا بد أنني بدوت كالسائر في نومه، لكن بما أنني كنت بحاجة الى يدي لأغراض أخرى لم أهتم بشأن هذه الوضعية الباروكية، مع أنني كقاعدة عامة كنت مهووساً بمظهري، وأتصرف كما لو أن العالم برمته ليس لديه ما يفعله سوى مراقبتي ورصد هفواتي في طقس بالغ التعقيد والخصوصية. “لا يمكن أن ترى ابنتي مجدداً”، قال “ذو الظهر المشعر”، “انها لا تخرج مع الفتيان ولا مع الدوغن”، “آه، حسناً”، “أفهمت!”، “أجل”، أجبت بحرد. “لا نريدكم أنتم السود أن تأتوا الى بيتنا”. “هل هناك كثر؟”. “كثر ماذا أيها الفحمة الصغيرة؟”، “كثر من السود”، “أين؟”، “يأتون الى المنزل”، “لا نحب هذا”، أجابني “أيّاً يكن عدد الزنوج لا نحب ذلك… نحن من أتباع اينوك. إذ ما لمست يدك السوداء ابنتي فسأحطمها بالمطرقة! بالمطرقة!”. ثم صفق الباب. تراجعت خطوتين الى الوراء. “ذو الظهر المشعر” اللعين… نظرت الى سيارته الروفر الكبيرة، وقررت أن أفرغ عجلاتها من الهواء. يمكنني فعل ذلك في ثوان،.. وإذا ما خرج لي يمكنني أن أقفز من السياج أسرع مما تقفز قطة من نافذة. كنت بصدد التحرك نحو السيارة حين أدركت أن “ذا الظهر المشعر” تركني برفقة الكلب، الذي كان على بعد ياردات قليلة مني. بدأ يتحرك، جمدت في مكاني زاعماً أنني شجرة أة حجر حتى أدرت ظهري له برشاقة وتقدمت خطوتين، كما لو كنت أمشي على أطراف أصابعي على سطح منزلق. كنت آمل أن تفتح هلن النافذة وتناديني، وتنادي الكلب أيضاً. “آه هلن”، لا بد من أن صوتي الناعم أثار الكلب، إذ شعرت بنوع من الجلبة، تلاها ارتطام جسم غريب بكتفي، أجل كانا مخلبا الكلب.” ضمن مشهد روائي يصور الكاتب واقع المجتمع الإنكليزي الزاخر بالتناقضات والذي ما زال يعيش في ترتيب مجتمعه الطبقي بعقلية القرون الوسطى والغابرة. يدفع الروائي بسلسلة أحداثه من خلال بطله المحوري كريم الإنكليزي المولد والنشأة، إلا أنه كما عبّر عن نفسه “نتاج نسل جديد، حصيلة تلاقح تاريخين قديمين” ولعل ذاك الخليط الغريب من القارات والأعراق والأمكنة، من الإنتماء وعدمه، هو ما جعله متقلقلاً وملولاً فكان انعكاس ذلك جلياً على أحداث ومجريات الرواية.

د.ك4.5

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top