د.ك5.0

تجليات القناع الصوفي هتاف ابو زكي

نبذة النيل والفرات: إن القناع هو المدخل إلى عالم الدراما الشعرية المتوترة، كالحوار وتعدد الأصوات، وما يتخذه من مظاهر فنية وأسلوبية، وأبنية نتوسع من خلالها النصوص الشعرية الحديثة، لتستوعب القصّ بآلياته المتنوعة، كالشخصيات والتسميات والحواريات، وأفعال السرد وتعيين الزمان والمكان والأحداث، والإقتراب من الواقع، في اللغة والموضوعات، والرؤى، وتوسيع آليات التناص، وسمع القناع إستضافة مختلف مظاهر القص، والسرد والتقنيات الأسلوبية، وكان له دوره المهم في كونه عاملاً يقصي الغنائية والمباشرة، من غير أن تخسر القصيدة هويتها الشعرية. وقد اجتذب القناع إهتمام العديد من الأبحاث والدراسات والكتب النقدية العربية والغربية، ولكنها كلها دراسات شاملة للقناع، حيث لم يتم التركيز فيها على دراسة تقنية الأقنعة الصوفية وكيفية توظيفها. من هنا، تأتي هذه الدراسة تجليات القناع الصوفي في الشعر العربي المعاصر والتي انطلقت من حيث أنماط القناع النوعية، وتشكلاته البنائية، ولعل أول يلفت في هذه الدراسة هو القضية النقدية الدقيقة التي أثارتها، ويعني هذا الموازنة بين الشعر والتصوف من جهة، وإستثمار الفعالية الشعرية للفعالية الصوفية من التعبير عن المعاني الدقيقة من جهة أخرى، حيث قامت الباحثة إلى تقصي القناع الصوفي في نتاج الشعراء الثلاثة: عبد الوهاب البياني، وصلاح عبد الصبور، وسعدي يوسف، مما اضطرها إلى اللجوء للزمن الشعري والأسطورة والتراث والمرايقا والأقنعة في الشر الحديث، وإلى إستخدام آليات ومفاهيم مأخوذة من الدراسات الكثير التي ألمت به. وحاولت في دراستها هذه إستقصاء أنماط القناع وتشكلاته وبنيته الدرامية في القصيدة الحديثة، وتحديداً عند البياني وعبد الصبور ويوسف، حيث توجه البحث إلى كيفية توظيف هؤلاء الشعراء الثلاثة للقناع الصوفي، ولجوئهم إلى الرموز التراثية والأقنعة الصوفية، وإختيارهم شخصيات تاريخية تتمتع بخصائص محددة إنقلابية وثورية، متمردة على الظلم السائد في العالم والذي يجمعهم تشابه ظروفهم الحياتية والإجتماعية والسياسية، وبحثهم عن سبل للخروج من الأزمة الثقافية الراكدة حين دعوا إلى الإنفتاح وتجديد الفكر العربي، ولكن السلطة ساهمت في لجم تلك الإندفاعة، وانعكس ذلك في قصائدهم المقنّعة، والفارق هو في منظور الشاعر، أي في الخصوصية التي يضفيها المبدع على نصه. وأما المنهج الذي اتبعته الباحثة في دراستها هذه، فقد كان منهجاً قائماً على المنهج السجيولوجي الذي يستعين بإنجازات البنائية والأسلوبية في دراسة النصوص وتحليلها، إذ هي عمدت إلى تناول مفهوم القناع وتحليل كل قصيدة توحي بشخصية صوفية قناعية، وكيفية توظيفها وتقنيات التعبير عنها والدلالات والرموز التي تعود إليها، كما قامت بدراسة بنية القصيدة الدرامية ومن ثم تناولت ظاهرة التناص الأدبي وتوتر أسلوب القناع، مفضّلة الغوص في حقائق الأثر الفنية ومقوماته الجمالية وأبعاده الإنسانية والحضارية، ومضامينه ودلالات الفكر الموحية – أي البحث عن الوسائل والأدوات التي تمكن الباحثة من الكشف عن تجربة (أنا المبدع)، وعن طبيعة العلاقة القائمة بين قناع الشاعر من جهة وما بين الأنا المغاير ( الشخصية الصوفية) ودراسة الدلالات في محاولة للتعرف إلى العوامل السيكولوجية والظروف الإجتماعية التي خضع لها الشاعر، إذ أن الشاعر يستمد أيديولوجية من الجو الفكري المحيط.

د.ك5.0

Add to cart
Buy Now
Category:

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top