جي

تك
حازت هذه الرواية على جائزة البوكر في العام 1972، وقام صاحبها الكاتب والناقد والشاعر والرسام والماركسي العتيد جون برجر، أو «الحكواتي» (التوصيف المفضّل لديه)، بالتبرع بنصف قيمة الجائزة المادية لصالح جماعة «الفهود السود» في الولايات المتحدة الأمريكية ما أثار ضجة كبيرة حينها، الأمر الذي ما كان غريباً عليه هو الذي أمضى حياته مثيرا للجدل سواء على صعيد منجزه الفني والأدبي أم على صعيد آرائه ومواقفه وحياته. جون برجر الذي يعتبر واحداً من أهم النقاد في نصف القرن الأخير، هو نفسه من عارض الحرب
في العراق، وكتب عن العمال الأتراك في ألمانيا، وشجب العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 1982، وزار فلسطين أكثر من مرة وكتب عن المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، وقال في ما قال عنها: «كنا واعين للنضال الوطني الفلسطيني بين غيره من قضايا الشعوب. الفلسطينيون يرزحون تحت عسف القوى نفسها التي نناضل ضدها. كانت فلسطين في نظري جزءاً من النضال العالمي الواسع»، وظل يكتب ويناضل ويدعم حركات التحرر في العالم حتى آخر نفس لفظه في 2 كانون الثاني 2017. رواية «جي» التي تدور حول شخصية جيوفاني الذي يبحث عن الحب ويتصيد غرامياته في لحظات التاريخ المفصلية، هي تجسيد لفلسفة برجر الذي يرى أنه لا يمكن فصل السياسة والاقتصاد والتاريخ، وطبعاً الدين، عن أدق تفاصيل حياتنا اليومية، وأنها هي ما يحدد نظرتنا إلى الفن والجمال والجنس والحب والقيَم. اختيار الكاتب اسم البطل ليكون عنواناً لروايته لم يأتِ من فراغ، فكل ما يريد قوله وتحليله وتفكيكه والتطرق إليه يدور حوله ويبدأ منه وينتهي إليه.