د.ك7.0

حافة التطور: البحث عن حدود الداروينية

د.ك7.0

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

بلغة واضحة، وأسلوب شيق، واستدلالات صلبة، يمزق بيهي الفكرة الرئيسية للتطور الدارويني؛ فكرة أن الكون عشوائي.

حين نشر مايكل بيهي كتابه الأول (صندوق داروين الأسود)، انطلقت مرحلة جديدة لحركة التصميم الذكي، وانطلق معها ضجيج مرتفع من النقاد. ومع ذلك اقتنع مئات الآلاف من القراء، وعدد متزايد من العلماء، بما أسس له بيهي في كتابه من أن الداروينية لا تستطيع شرح آلية عمل الخلية المعقدة. والآن، في هذا الكتاب الذي طال انتظاره، يطرح بيهي أكثر من مجرد تحد للداروينية؛ حيث يطرح الدليل المباشر الأول لمسارات طفرات الطبيعة؛ والذي سيعيد تعريف المناظرة حول الداروينية بشكل كامل.

ما القدر الذي يمكن لنظرية داروين شرحه لنا عن الحياة؟ يؤمن أكثر العلماء اليوم أنها قادرة على شرح كل شيء، من آلية عمل الخلية إلى تاريخ الحياة على الأرض مرروا بالعقل والأخلاق والتنوع العرقي للبشر، بل إن أفكار داروين امتدت لتصل إلى مجالات الثقافة والسياسة والقانون. ولكن الآن فقط سمح لنا العلم، علم الوراثة تحديدا، بالحصول على دليل مباشر يمكننا من فحص النظرية. حيث تم تتبع جينوم العديد من الكائنات، وتم تحليل آلية عمل الخلية بتفاصيل دقيقة.

النتائج صادمة، الطفرات العشوائية والانتقاء الطبيعي يشرحان القليل جدا من آلية عمل الحياة، وبالتالي فحافة التطور؛ الحد الفاصل بين الطفرات العشوائية وغير العشوائية، يقع بعيدا جدا عما أشار إليه داروين. أظهر بيهي أن بناء العديد من القواعد البيولوجية المعقدة، بل وحتى البروتينات، تتطلب على الأرجح العديد من الطفرات المنسقة. وإذا كنا بحاجة لطفرتين فأكثر، لتفسير ظهور أحد الأشياء، فلا يوجد لدينا لا الوقت ولا عدد الكائنات الكافي لظهور الطفرتين بشكل متناسق. بعبارة أخرى، أثبت بيهي بالأدلة العملية استحالة تفسير الطفرات العشوائية لظهور ما يحتاج لطفرتين فما أكثر.

ليس فقط أن الطفرات العشوائية لا تملك تفسيرًا لظهور التعقيد المشاهد في الحياة، وليس فقط أن دورها محدود لأقصى درجة ممكنة، بل إن ما توصل إليه العلم الآن عن أسلوبها في العمل، يؤكد على أن معدل الطفرات التي تضيف وظيفة عن طريق كسر شيء ما أكبر بمئات المرات من تلك التي تضيف وظيفة عن طريق القيام بشيء جديد. بمعنى أنه لو كان الأمر متروكا بالكامل للطفرات العشوائية، لتدمرت الحياة قبل أن تبدأ. وبالطبع، لا نحتاج للقول أن التفسير الآخر الذي يتبناه بيهي لنشأة التعقيد الحيوي هو التصميم الذكي، وقد توسع في عرض أفكاره عن التصميم الذكي في كتابه (صندوق داروين الأسود)، واكتفى في هذا الكتاب بالبناء على ما قدمه من قبل.

يستحق عمل بيهي في هذا الكتاب كامل التقدير والاحترام والثناء، ومع ذلك، لكل جواد كبوة، وكبوة بيهي في هذا الكتاب، هو التوسع في قبول مفهوم الانحدار المشترك.

من الناحية النظرية، لا تتعارض نظرية التصميم الذكي مع فكرة الانحدار المشترك لكافة الكائنات الحية على الأرض من سلف مشترك عام. يقول ديمبسكي: “القضية الرئيسية ليست في القرابة بين كل الكائنات الحية… القضية الرئيسية هي كيف نشأ التعقيد الحيوي، وفيما إذا كان الذكاء قد لعب دورًا محوريًا في نشوئه أم لا”.[1] ونعم، فعلاقة الكائنات الحية ببعضها، ودرجات القرابة بينها، بعيدة نوعا ما عن إجابة سؤال السبب المفسر لوجودها. لكن من الناحية العملية، ما هي الأدلة العلمية التي تجعلنا نقبل الفكرة؟ في الحقيقة، لا توجد أدلة، والأسوء من ذلك أن هناك عوائق كثيرة تقف أمام قبول فكرة الانحدار المشترك. سجل الحفريات مليء بالانقطاعات ولا يستطيع أن يمدنا بالأشكال الانتقالية، وعلم تطور السلالات الجزيئي مليء بالمشاكل المنهجية والتدخلات الذاتية ثم أقصى ما يمكن أن يقدمه لنا هو اقتراح أسلاف افتراضية، وجينات الكائنات الحية مليئة بالجينات اليتيمة (التي لا تشبه أي من جينات الأسلاف المفترضة)، والشفرات الجينية للكائنات الحية لا يمكن إرجاعاها إلى مصدر واحد.[2] ومايكل بيهي يدرك هذه الأمور تماما، ويعترف أنه لا يجد حلا لتلك المشاكل، لكن هو يرى أن افتراض وجود المصمم الذكي ينهي العوائق التي تقف أمام قبول الفرضية، لأن الاختلافات بين الأبناء المفترضين والأسلاف المفترضين، من السهل تفسير وجودها إن قبلنا بوجود المصمم الذكي، يقول بيهي: “أنا لا أملك حلولًا للمشاكل الصعبة التي يطرحها العلماء المتشككين في فرضية السلف المشترك العام؛ الجينات اليتيمة ORFan genes، الشفرات الوراثية اللامعيارية nonstandard genetic codes، الطرق المختلفة للتخلق الجنيني بين الكائنات المتماثلة… إلخ. وعلى الرغم من ذلك –وفقًا لرؤيتي– لو أننا تحدثنا عن سلف مصمم بذكاء بدلا من سلف التطور الدارويني، فإن تلك المشكلات –على الرغم من أنها ستظل موجودة– سوف تصبح أقل تعجيزًا. أنا بالطبع أوافق على أن العمليات العشوائية غير الموجهة لا يمكنها أن تفسر الأمر،

Top Img back to top