حتى الطيور تذهب الى عزائه
د.ك4.0
إضافة إلى السلةتك
كان الصوت الذي يتصادى رجعه في داخلي قد انسحب إلى بعيد. لهذا السبب لم أستطع أن أكتب ولا كلمة واحدة خلال الأشهر المنصرمة. إذ بقيت طوال الوقت متسمِّراً هكذا، جالساً خلف الطاولة. وفي الحقيقة لم أعرف أي هراء أفعل. ثم خُيّل إليَّ أن صوتي كان يراقبني عن كثب. يتأمَّلُني. وقد أدرك أنني أنادي عليه بكلمات تكوّنت من تلقاء نفسها إثر حركات بسيطة لا أدري كيف قمتُ بها. أخرجت قلم الحبر ذا اللون اللازورديّ من علبته. فتحت غطاءه ثم أخذت أسحب الحبر إلى داخله رويداً رويداً. رفعتُه إلى أعلى كي أتأكد إن كان خزّان الحبر قد امتلأ أم لا. بعد ذلك التفتُّ إلى دفتري الذي تركته مفتوحاً، وهو باقٍ على حاله هكذا منذ عدة أشهر. وجَّهتُ قلم الحبر باتجاه نصاعة ورقه، فتأكدت من امتلاء الخزان بالحبر. تماماً في تلك اللحظة رنّ تلفوني. فوضعت القلم جانباً وقمت من فوري. وبخطوات سريعة هرعت إلى الركن القصي من الصالة.
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back