حين يقلق تمثل الموت الحياة
د.ك4.5
إضافة إلى السلةتك
إن الحالات التي تم استقراءها تظهر ملامح الصراع على أشده، هناك دائما الأب الذي يفرض سلطة على الابن، هذا الابن الذي يتمنى زوال وتلاشي الأب، فهي عملية دائبة وغير منقطعة، تلعب فيها الأم دور العنصر الأسر، والذي يأبى أن يكبر الأبناء، هؤلاء الذين يعيشون نكوصا مستمرا من دون وعي بضرورة الفطام، هذا النمط العلائقي تتم حمايته بواسطة معايير محبطة أحيانا من قبيل جدلية: (السخط / الرضا). ومع ذلك لا يمكن اعتبار هذه الوضعية وضعية نهائية، لأنها تؤسس للقلق وتقوم على رموز من شأنها أن تذهب بالصحة النفسية، الشيء الذي يجعلنا نطرح من جديد السؤال التالي: إذا كان المرور بالعقدة أمرا ضروريا، فهل التسوية ضمن هذا الواقع (المغربي) يمكن أن تكون ممكنة؟ – كما أكدت ذلك في مناسبات سابقة فالعذاب -كل العذاب- يحضر في لحظة يعسر فيها الموت بعد قلق يصيب الحياة، أما يسرها فيؤدي بالضرورة إلى يسر الموت، عبر هذه الصيرورة نكتشف بأن الحياة تتطور مع الموت، بل إن هناك أجزاء منا تموت لتنبعث أخرى، فالتطور في حد ذاته هو موت لخلايا وانبعاث لأخرى، وعبر نفس المنطق قد نتحدث عن موت الأزمنة والأمكنة، فليس الزمان إلا موت للحظة وانبعاث لأخرى، كما يخضع المكان لنفس المنحى، إن الحياة هي الوجه الآخر للموت، كما أن الوجود هو الوجه الآخر للاوجود و بهذا فالوعي هو امتداد للاوعي، أما القول بالصراع فهو من دون محالة إحداث لصدع ضمن مسار هذه الثنائيات: الموت والحياة، النوم واليقظة، اللاوجود والوجود، الليل والنهار، اللاوعي والوعي…و الإيمان بعدم التناقض معناه قبول بالنظام الكوني والأزلي الذي يسري عبر الجسد والزمان ثم المكان، لكن القلق يستفحل عندما يستعص النوم والموت بل يعظم هذا القلق حينما يحتدم الصراع، فإما أن نسقط ضمن دائرة “العصاب” أو نستسلم “للذهان”، وقد نتوهم بأن في الصراع قوتنا، لكن أجسادنا قد تستسلم، مما يخلق إصابات “سيكوسوماتيكية” لا تجد تفسيرها إلا ضمن الوعي بهذا الألم الذي يكتسح الوجود الإنساني.
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back