د.ك6.0

خور دبي – محمد العويس

الخور يحكي قصة دبي، ومحمد سلطان العويس يحكي ذاكرة المكان، وحكايا الناس، هي حكايا في ذاكرته، مشاهد اختزنتها الذاكرة؛ وصوراً لأشخاص تقفز على الورق، تروي فصولاً من سيرة حياة المؤلف وسيرة حياة الوطن بأهله وناسه وروائح بحره وشطآنه؛ بل كلّ ما عَلِقْ في الوجدان من حكايا تشكل جميعها حكاية دبي (ماضيها وحاضرها) تزينها لوحات بديعة تعبق بأريج ذلك الزمن الجميل وبذا يكون (خور دبي) العنوان الذي اختاره العويس لسرد حكاياته، إنقاذاً للذاكرة، وصوغٌ تاريخي حيّ يعصى على التزوير؛ وذلك هو امتياز الكتاب. ثمة خطان سرديان يتناوبان الحضور في (خور دبي) خط الوقائع المنتمية إلى الحاضر المصوغة بصيغة المضارع، وخطّ الذكريات المنتمية إلى الماضي المصوغة بصيغة الماضي، تمظهرت على شكل سرديات بعناوين مختلفة، ولكل من الخطّين بدايته ومساره ونهايته، يلعب فيه المؤلف لعبة الظهور والاختفاء، ويتسلل بين الفينة والأخرى ليقول رأيه، باعتبار أنه الراوي الوحيد لحكايته وحكايا الآخرين. وهكذا يقدم المؤلف قراءته لعالم دبي الجميل في الماضي والعالم المديني المعقد الذي تعيشه دبي الآن، وقد نجد بين السطور الكثير من المقترحات والحلول التي ترتقي بهذا العالم. ولأن خير الكلام ما يُعبِر به صاحبه عنه يفتتح محمد سلطان العويس الكتاب بمقدمة يقول فيها: حول خور دبي تدور هذه الحكايات، كان الخور في مدينة دبي بمثابة النهر لبعض المدن الأخرى، التي يعبرها وينشر الخير فيها، على شاطئ ذلك الخور ترعرعت، ومن نافذة دكان والدي كنت أتأمله، وأرقب حركة السفن فيه، وعلى ضفتيه كنت أشاهد صوراً مليئة بالنشاط و الحركة وبكل مظاهر الحياة. عندما أعود للماضي، قبل أكثر من أربعين عاماً، وأبحث في مخزون ذاكرتي عن صور وملامح من تلك الفترة، فدائماً ما تبرز وتطغى مشاهد مرتبطة بذلك الخور، بالدكان والعمارة، بسوق المناظر ومحل الحلوى، بعمارة الحاج وبرزة الشيخ، تلك التي كانت على فرضة الخور. مشاهد الخور هي التي سجلتها ذاكرتي بدقة واحتفظت بكل تفاصيلها، وفي أرشيفها مخزون غني بالصور واللقطات، بل هي توليفة مشاهد غنية بالتفاصيل، تشكل في مجمل لقطاتها مادة لفلم متكامل، وسجلاً مليئاً بالصور، عن نمط الحياة في ذلك الماضي وعن سيرة أشخاص التقيتهم هناك يوماً في حياتي، ولا زالت ذاكرتي تحتفظ وتوثق كل ما رأته وسمعته وعرفته عنهم، بل إنها تتذكر صورهم تلك التي كانوا عليها، كما رأتهم قبل أكثر من أربعين عاماً… في حكاياته، التي يرويها (خور دبي) شيءٌ من حقيقة وشيءٌ من خيال، هي حكايات تجسّد ذلك الماضي القريب وتلمس شيئاً من مظاهره، وفي ثناياها، يسترجع خور دبي شيئاً من ماضيه الذي كان، يسرد العويس أحداثاً مرّت به وبمدينته الحالمة والنائمة على ضفتيه، يتذكر أولئك الذين عرفهم وارتبط بهم، يشعرك أحياناً أنه يتوق لذلك الماضي ويفتقده، وعندما يسترسل في سرده، يجنح أحياناً، ويمعن في خياله، عندها، يستلهم من تلك البيئة أبطاله، فيختلق الكثير من الأحداث لينسج حكاياته، وهو بذلك يروي حكايا لا يوثق تاريخ، فأضاف إلى المكتبة العربية كتاباً جديداً يستحق القراءة.

د.ك6.0

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top