دروب القراءة رائد العيد

القراءة ليست لأوقات الفراغ، بل تفرّغ لها الأوقات.

الكتب هي الدرب الذي يوصلك إلى غايتك، لا يمكنك العيش على الطرقات أبد الدهر، حتمًا ستعبرها من مكان لآخر، وكذلك الكتاب، ليس هو الغاية، ولا الحياة، هو السبيل، والزاد في لك السبيل، والمؤنس كذلك.

عند قراءة السير الذاتية ابحث عمّا تخلّوا عنه، ركّز على ما تركه الشخص ليصبح على ما هو عليه، فالإنجازات متلازمة مع عملية التخلي عن عادة سلبية أو التخلّص من متع الكسالى. قد يكون أهم أسباب نجاحك ليس ما تفعل بل ما تترك.

الذكرى السعيدة سعادة، تُعين البائس على تحمّل بؤسه، لأن الالتفات إلى الماضي الجميل وإحيائه يهيبان بالمرء النهوض من حالة اليأس أو الإفلات منها.

الخلاف الجوهري بين السير العربية والغربية أن السير العربية تكتب غالباً بقانون: “هذه محاسني ونجاحاتي فاقتد بها”، والسير الغربية تكتب غالبا بقانون: “هذه مساوئي وأخطائي فاحذر منها”.

ابحث عن المشتركات في سير العظماء، لتستنتج القوانين الحياتية، كما ستقابلك هذه الحقيقة: “عندما أحاطت بهم الهزائم رفضوا الاستسلام”.

السير الذاتية تخفف عنك آلامك، تقلل من نشوة إنجازاتك، تُربّت على كتفك: ما حصل لك، حدث أكثر منه إيلامًا لغيرك، وما حققته، سُبقت به.