د.ك3.0
رحلة ضوء عبد الرحمن منيف
تواجه الرواية العربية مجموعة من التحديات التي بقدر النجاح في مواجهتها، يكون النجاح في إبداع رواية عربية لها حضورها العالمي. أبرز هذه التحديات: لغة الحوار، أي لغة نختار؟. والشخصية كيف يتمّ اختيارها، كيف ستحيا وتموت؟ إن الشخصية في الرواية لا تتلخص بالإنسان البطل، بل وأيضاً بالطبيعة والحيوان، وهي ما إن تبدأ خطواتها في الرواية حتى تصبح حيّة، وتحكم على سلوكها وخياراتها. كذلك فغن التاريخ أيضاً، ليس مجرد أخبار ومعلومات عن ماض انقضى، بل هو حاضر وبقوة في تشكيل وعينا وتجاربنا وخياراتنا في الحاضر والمستقبل، ولذلك بقدر ما نسهم بصناعته، يكون إسهامنا بكتابته، إذ المعروف أن من يكتب التاريخ يؤسس لصورة عن شخصيتنا وهو ما علينا نحن أن نسجّله. وهذا التاريخ مرتبط بالرواية، كما بكل الفنون، وكذلك بالحاضر وبفهمنا لتحولات العالم، ومدى استعدادنا للإسهام فيه، وهي تحولات كبرى لا يحق لنا أن نقف منها موقف المتفرج. على هذه المسائل يركّز عبد الرحمن منيف كتابه “رحلة ضوء” والذي يأمل أن يكون إسهامه إسهاماً في رحلة هذه الأمة للخروج من العتمة إلى الضوء.
نبذة الناشر:
كيف تكون لنا شخصيتنا التي نُعرف بها؟ كيف تكون لن روايتنا التي تنبع من همومنا ومحيطنا وناسنا ولغتنا؟ ثم كيف نتعامل مع زمن التحولات الكبرى الذي نعيشه اليوم؟
تلك هي موضوعات هذا الكتاب، وهي أسئلة طالما طرحها عبد الرحمن منيف، في الرواية حيث أبدع وحضر بقوّة، وكذلك في المقابلات واللقاءات والمقالات.
ففي الرواية حذّر ويحذّر منيف دائماً من “استعارة أصابع الآخرين”، وأكد أنه علينا أن نستعمل ونبدع بأصابعنا، وأن نستفيد من إنجازات الرواية في العالم، ولكن نستند إلى تراثينا وتاريخنا، كما ننظر بعين المسؤولية إلى حاضرنا. وهكذا نطوّر هذا الفن العظيم ونترك فيه بصمات تشير إلى رواية تُكتب باللغة العربية وتُعبّر عن هموم هذه المنطقة، وتكون حاضرة بتقدير في ميدان هذا الفن المبدع.
أما في التاريخ، حيث يكتب المنتصر أسطره بما يخدم مصالحه، ومفاهيمه، وحيث كتابة التاريخ جزء من الصراع، فإن منيف قد دعا، وهو يدعو الآن، لأن نقوم بهذه المهمّة بكل تفاصيلها، ليس فقط في كتب التاريخ المتخصصة، بل بكتابة كل ما يتصل بحياتنا. إذ كلما سجّلنا الأشياء كلّما أعطيناها مكانها في التاريخ، ولم نعد مجرّد متفرّجين، هكذا تلعب كتابة السيرة، كما الصورة دوراً مهماً.
وأمام التحولات التي تدهشنا وعلى الأخص في مجال المعلومات والإعلام، وأمام اجتياح الشاشات وتحولها إلى وسيلة التأثير الأقوى على تشكل الفكر والرأي، أين أصبحت أدوات صناعة الرأي العام الأخرى، وخاصة أين اصبح الكتاب كوسيلة تأثير ومعرفة؟.
هذه هي موضوعات هذا الكتاب الذي يدعو إلى إثارة الأسئلة، والحثّ على التفكير، والبدء بعمل ما، بدل حالة الجمود، إن لم يكن التراجع، التي نمرّ بها. فلا نقف دون فعالية بانتظار ما يأتي إلينا ولا نصنعه.