د.ك9.5
رقصة الماء سيرغي كوزنيتسوف
“رقصة الماء” للكاتب والناقد الروسي سيرغي كوزنيتسوف هي من روائع الأدب الروسي الحديث، ترجمها عن الروسية إلى العربية الدكتور فؤاد المرعي. وكما أن الرقص على الماء، دونه مخاطر، ترقص شخوص سيرغي كوزنيتسوف في هذه الرواية، ولكن ليس على الماء بل على حلبة الحياة، يروون لنا مائة عام من تاريخ روسيا الحديث، وهم ليسوا أشخاص بالمعنى النموذجي للبطولة، بل هم أناس عاديون، حالمون، يعيشون المشاعر الإنسانية، ويعرفون لحظات القوة والضعف، والأمل واليأس، وهم على الرغم من كلّ ما عرفوه وخَبِروه، آمنوا بيوم جديد وعصر جديد. في تفاصيل الحكاية تبدو رقصة الماء رواية أجيال غير تقليدية، تجسد تاريخ الشعب الروسي بكل خيباته وانتصاراته في خلال مئة عام. وهي لا تجسده من خلال الشعارات الكبرى وسلوكات الزعماء، بل من خلال تاريخ أسرة؛ وتاريخ كل أسرة بسيط: رجال ونساء ولدوا وعاشوا، وماتوا، مارسوا الحب، أنجبوا أطفالاً جدداً، وفي نهاية المطاف، أعطونا الحياة. ماعدا ذلك، تفاصيل صغيرة؛ عمل الرجال في المشاريع الكبرى، عاشوا بوثائق مزورة، عملوا في اللجنة الوطنية للشؤون الداخلية، سجنوا في المعتقلات، أطلقوا سفن الفضاء، قتلوا، كتبوا وشايات. النساء ربّين الأطفال، عملن في المصانع، كنّ اختصاصيات في اللغة، ربّات منزل، قاتلات. أحفادهم صاروا بائعات أو سكرتيرات، ورجال أعمال، وفنانين، ومدمني كحول، ومع ذلك ظلّوا جزءاً من اللعبة الكبرى… لعبة الحياة. يصوغ سيرغي كوزنيتسوف روايته مستفيداً من أحسن وأفضل تقاليد الواقعية، وبمزاوجة متواشجة مع حداثية تدفعُ ببعضها إلى حدّ السوريالية، وحتى الفنتازيا الأدبية. وقد نجح راويها في سوق الحكاية من ماضيها الزمني، إلى حاضرها القصصي، وفي إعادة كتابة تاريخ روسيا (ماضيها وحاضرها) بوعيٍ تام، اختلطت فيه المخيّلة بالمشهدية الحياتية، والمحسوس إلى جانب المجرّد، والذي يُخرجها من منظورها الواقعي أحياناً ليفيضَ بها داخل وحدات الخيال والحلم والفنتازيا الأدبية قصاً وجمالاً. يُذكر أن: الروائي سيرغي كوزنيتسوف مولود في روسيا عام 1966، ومع أواخر التسعينيات أصبح رائداً في مجال نقد الأفلام والثقافة المعاصرة في روسيا، وأسهم بفاعلية في عدة مجلات عالمية منها: هاربر بازار، وفوغ، والأوفيسال، في عام 2001 كان أول روسي يحصل على منحة الزمالة “الفارس” من جامعة ستانفورد. ألف كوزنيتسوف خلال عقد التسعينيات عدة مؤلفات منها: ثلاثية “حكاية خرافية”، و”جلد الفراشة”، و”بي.جي 21″، وهي رواية مستقبلية بالاشتراك مع لينور غوراليك، لاقى كتابه “جلد الفراشة” إقبالاً شديداً في روسيا، وتُرجم إلى الألمانية والإيطالية وبيعت حقوق ترجمته إلى كل من النمسا وبولونيا وهنغاريا وكرواتيا، وصُنفت روايته “حيوات موسكو” ضمن أنطولوجيا موسكو السوداء. حاز كوزنيتسوف عدة جوائز في عام 2011، منها: القائمة الطويلة للجائزة الوطنية للكتب الأفضل مبيعاً، والجائزة الأدبية الجديدة، والجائزة الكبرى للكتاب. من أشهر رواياته: “أحياء وبالغون”، 2011 و”رقصة الماء”، 2011.