د.ك5.0

رماد جراتسيا ديليدا

تك
تحسّس مليًّا بكلتا يديه ذلك الرماد الأسود الذي كان بمثابة أطلال الذكريات لحب والدته، ذلك الرماد الذي سكن لفتراتٍ طويلة داخل صدره، وأحس بنبضات قلبه العميقة.

وفي تلك الساعة التي لن تُمحى بمرور الأيام والتي أدرك من خلالها أنه لم يفهم بعد مغزى حياته المهيب، بدت له تلك الحفنة من الرماد رمزًا للمصير. أجل، كل شيء كان رمادًا؛ الحياة، والموت، والإنسان، فها هو القدر لا يبعث سوى بتلك الحفنة من الرماد.في تلك الساعة المهيبة، كانت العجوز المخيفة لا تزال واقفة وراءه مثل الموت المرتقب، ومن أمامه جثمان أكثر المخلوقات البشرية بؤسًا في هذا العالم، والتي بعد أن عانت وارتكبت الشرور بكل صنوفها، ماتت فداءً لآخرين. رغم ذلك، أدرك أنه من بين الرماد، غالبًا ما تنبعث تلك الشرارة؛ البذرة التي تُشعل النار لتضيء وتُطهّر كل شيء، وعاد يأمل، ويحب الحياة مرة أخرى.

د.ك5.0

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top